ميلاد الحسنين “ع” في ميزان الرّوايات الصّحيحة!!

8 فبراير 2017
1701
ميثاق العسر

#روى الكليني بإسناده الصّحيح عن أبي عبد الله الصّادق “ع” القول: «كان بين الحسن والحسين “ع” طهرٌ، وكان بينهما في الميلاد ستّة أشهر وعشراً». [الكافي: ج1، ص446]. #أقول: المتعارف بين عموم الشّيعة من لحظة التأسيس الاحتفالي بهذه الأمور في أيّام الدولة الصفويّة إنّ ولادة الحسن “ع” هي في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، وإن […]


#روى الكليني بإسناده الصّحيح عن أبي عبد الله الصّادق “ع” القول: «كان بين الحسن والحسين “ع” طهرٌ، وكان بينهما في الميلاد ستّة أشهر وعشراً». [الكافي: ج1، ص446].
#أقول: المتعارف بين عموم الشّيعة من لحظة التأسيس الاحتفالي بهذه الأمور في أيّام الدولة الصفويّة إنّ ولادة الحسن “ع” هي في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، وإن ولادة الحسين “ع” هي في اليوم الثّالث من شهر شعبان، وهذا يعني إن الفاصلة بينهما حسب هذه التّواريخ “11” شهراً، فكيف التّوفيق؟!
ذهب المفيد في المقنعة إلى: إنّ ولادة الحسين “ع” كانت في آخر ربيع الأوّل؛ لكي يحفظ رقم ستّة شهور وعشرة أيّام بينهما كما في الرّواية [ص467]… أمّا بعض المختصّين ففصّل في الأمر، ورأى بأنّا إمّا أن نذهب إلى كذب أحد التّاريخين أو كليهما… نعم؛ هناك مزيد من الأسئلة المقلقة أمام هذه الرّواية خصوصاً إذا قارنّاها مع نصوص روائيّة أخرى.
#وكيف ما كان، ومهما كان اليوم الّذي ولد فيه الحسنان “ع” فربّما لا يؤثّر هذا الأمر كثيراً ونبتهج أن تمتلئ أيّامنا بذكرهم فرحاً وسروراً، لكنّ ما أردته إيصاله إلى بعض المتزمّتين بالنّصوص الروائيّة هو: إنّ كثيراً من الرّوايات ذات السّند الصحيح أيضاً توضع جانباً إذا ما تعارضت مع التربية المذهبيّة الكلاميّة والفقهيّة والمنبريّة…، وينبغي أن لا نتسمّر أمام هذه التربية إذا ما أوصلنا الدّليل إلى غير ذلك، ولعل سيرة شيخ الأنبياء إبراهيم “ع” منارٌ ساطعٌ ينبغي الاحتذاء بها في تحطيم الأصنام الفكريّة مهما كبرت، ولكن بشرطها وشروطها، والعلم والموضوعيّة والأخلاق من شروطها.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...