من الأدلّة الغريبة لإثبات قرآنيّة الخمس الشيعي!!

3 يناير 2017
1834
ميثاق العسر

#ثمّة دليل غريب يقدّمه المرحوم الخوئي لإثبات إن آية الخمس المعروفة لا تختصّ بغنائم دار الحرب بل تشمل الخمس الشيعي أيضاً، وخلاصة دليله: إنّنا حتّى لو سلّمنا إن مفردة غنيمة تختصّ بغنائم دار الحرب لكنّها لم ترد في الآية بهذه الصيغة، بل الّذي جاء في الآية صيغة: «غنمتم»، وهذه الصيغة ترادف وتعادل مفردتي: «ربحتم واستفدتم»، […]


#ثمّة دليل غريب يقدّمه المرحوم الخوئي لإثبات إن آية الخمس المعروفة لا تختصّ بغنائم دار الحرب بل تشمل الخمس الشيعي أيضاً، وخلاصة دليله: إنّنا حتّى لو سلّمنا إن مفردة غنيمة تختصّ بغنائم دار الحرب لكنّها لم ترد في الآية بهذه الصيغة، بل الّذي جاء في الآية صيغة: «غنمتم»، وهذه الصيغة ترادف وتعادل مفردتي: «ربحتم واستفدتم»، فالعربي الّذي رجع من المعركة وحصّل على مغانم يقول: غنمت وربحت واستفدت والجميع بمعنى واحد، والعربي الّذي رجع من السوّق بعد ساعات طويلة من العمل الدؤوب وقد حصّل على رغيف واحد زائد على قوته اليومي يقول: غنمت وربحت واستفدت والجميع بمعنى واحدٍ أيضاً، فكأنّ الآية الّتي قالت: «وأعلموا أنّ ما غنمتم من شيء فإنّ لله خمسه…» قالت: وأعلموا أنّ ما ربحتم واستفدتم من شيء فإنّ لله خمسه…»!!
#لكن ما هي القرينة التي ينصبها المرحوم الخوئي لإثبات مدّعاه؟!
#يرى الخوئي إنّ القرينة المحتملة على ذلك هي تركيب: «من شيء» الواردة في الآية، فكأنّ الله يقول: إن الخمس في كلّ شيء ربحتموه واستفدتموه حتّى وإن كان يسيراً جدّاً ولا قيمة له كالدّرهم مثلاً والّذي لا يتناسب مع غنائم دار الحرب!! [مستند العروة الوثقى: ص194].
#أقول: هذا الاستدلال غريب منه جدّاً؛ فإنّ تعبير «من شيء» في هذه الآية كأنّه يريد أن يخاطب المقاتلين: لا يحقّ لكم التصرّف بأّي شيء غنمتموه في هذه المعركة صغيراً كان أم كبيراً إلّا بعد إخراج خمسه، وإذا أردنا أن نقرّب فكرة التّعبير الوارد في الآية بمثال حسّي فهي من قبيل: من يدخل إلى متجر لبيع الأجهزة المنزليّة، ويجد أمامه لوحة في الأعلى كتب عليها بالخطّ العريض: «كلّ ما تطلبونه تجدونه هنا» فهل يعني ذلك إنّه سيجد في المتجر كتباً وأدوات احتياطيّة للسيّارات مثلاً؟!
#وأمّا قصّة عدم استساغة أن تكون غنائم دار الحرب صغيرة فالشواهد التّاريخيّة تكذّبها؛ فقد روي إنّ زوجة عقيل بن أبي طالب قالت له بعد عودته من أحدى المعارك: «قد علمنا إنّك قاتلت فهل جئتنا بشيء؟ فقال: هذه إبرة خيّطي بها ثيابك، فبعث النبي (ص) منادياً: إلا لا يغُلَّن رجل إبرة فما دونها، فقال عقيل لإمرته: ما أرى إبرتك إلا قد فاتتك» [المصنف للصنعاني: ج5، ص242].


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...