مفارقات فقه الفقهاء!!

6 نوفمبر 2016
1438

وأنا أتابع بعض القنوات الفضائيّة التي تنقل صوراً حيّة لبعض رعاة الأغنام وهم يرفعون الرايات البيضاء برفقة أغنامهم بغية المرور بأمان في معركة الموصل، وأنا أتابع ذلك تبلورت في ذهني هذه المفارقة: تُرى لماذا يوجب فقهاء الشيعة الزكاة على هؤلاء المساكين الذين حصلوا على هذه الأغنام بمعاناة ومشقّة وسهر وتعب، بينما لا يوجبونها على مالك مليارات الدنانير أو الدولارات أو غيرها من العمل النقديّة المعاصرة؛ باعتبار إنّ الزكاة عندهم تجب في تسعة أشياء فقط، والنقود المعاصرة بهذه الصيغة لم تكن موجودة في عصر التشريع ولا في عصر الأئمّة، ولا يمكن استظهار وجوب الزكاة فيها من النصوص التي أوجبت الزكاة في الذهب والفضّة أيضاً كما يقولون.
#بلى؛ سبب ذلك ـ مع إغماض الطرف عن النسبة الماليّة الكبيرة التي يوفّرها الخمس الشيعي ومرونة صرفه ـ هو: الحرفيّة في فهم النصوص+المنطلقات الكلاميّة+المنطلقات الأصوليّة، ومن هنا طلبنا ضرورة إعادة النظر فيها، وهذا لن يكون مع وجود الجيل الحوزويّ المتقدّم وجيل طلّابهم الذين يقلّدهم في كلّ شيء، ومن الله التوفيق والمنّة.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...