#هناك سيرة قطعيّة عمليّة مُعاشة لعموم رجال المسلمين ومتّصلة بعصر النبوّة أيضاً تفسّر معنى مفردة «واضربوهنّ» الواردة في الآية: “34” من سورة النّساء وتفهمها بمعنى الضّرب المتعارف، وعلى هذا قامت الفتاوى الفقهيّة لعموم علماء الإسلام أيضاً منذ تلك الّلحظة وحتّى اليوم وإن اختلفوا في تحديد حجم الضّرب المسوّغ وطبيعته ومقداره.
#لكن المؤسف: أن نسمع جاهلاً هنا أو جويهلاً هناك يُريد تفسير الضّرب الوارد في هذه الآية بمعنى آخر بطريقة تعسفيّة لا علاقة لها لا بالعلم ولا بالمعرفة؛ وذلك لأنّه يُريد تفسير القرآن بطريقة مثاليّة بمعزلٍ عن السنّة النبويّة ونصوصها القطعيّة وواقع المسلمين في تلك الأعصار، وبمعزلٍ عن تاريخ نزول أو صدور آياته وطريقة جمعها وكتابتها أيضاً والّتي كانت وفقاً لآليّات بدائيّة جدّاً لا تخفى على ذي مسكة، وبهذه الطّريقة يُريد تسويق نسخة القرآن الواصلة وكأنّها تمثّل صورة ورديّة ناصعة، خالية من الدّم والقمع والسّبي والاسترقاق وقطع الأيدي والأرجل والصّلب من خلاف…إلخ، ولو استلزم هذا الأمر سحقاً على جميع قواعد الّلغة العربيّة وظهور مفرداتها الصّارخ، ومثل هذا الكلام لا ينبغي إعارة اهميّته له بالمُطلق؛ لأنّه وهم لا علم.
على أنّ من المناسب أن نذكّر بما قلناه وكرّرناه مراراً: لم تكن السّماء مهتمّة ولا مكترثة ولا جادّة في تحويل الظّاهرة الصّوتيّة القرآنيّة إلى ظاهرة مكتوبة مقروءة، فضلاً عن نيّتها لتحويلها إلى دستور دينيّ دائميّ لعموم البقاع والأصقاع حتّى نهاية الدّنيا، وإنّما يرجع أصل هذا الاقتراح إلى بدعة طرحها الخليفة عمر بن الخطّاب المقتول سنة: “23هـ”، وعلى أساس بدعته سارت الرّكبان، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3378336535621980