#لنفترض إنّنا كعراقيين تمكّنا من التّواصل مع تنظيم داعش بطريقة ما، والتّوافق على نقلهم مع عوائلهم إلى مناطق محاذية للحدود السّوريّة الّلبنانيّة والّتي يسيطر عليها التّنظيم منذ سنوات مثلاً، وهو أمر لا شكّ في كونه سيسبّب إحراجاً للأخوة الّلبنانيّين القريبين منّا أو المتحالفين معنا، وسيصعّب من عملية انتصارهم ضدّ التّنظيمات الإرهابيّة المتطرّفة ويضع أمنهم في خطر جسيم فضلاً عن إرباك وضعهم الدّاخلي… أقول لو قمنا بذلك: أ لا يخرج علينا ستّة وستّون شيخاً ومعمّماً وقد فتل شاربه ومسك عقاله وعمامته بيده قائلاً: أين ولّت مبادئكم؟! أين أقوال وسيرة أئمّتكم؟! كلّا وألف كلّا، سنبيدهم حتّى لو دفعنا أغلى الأثمان، ولا نتنازل عن مبادئنا!!
#أنا لا أريد أن انتقد الأخوة في حزب الله على قرارهم الأخير؛ فهم أعرف وأدري وأعلم منّي ومن الجّميع بظروفهم، ولا يمكن لا لي ولا لغيري أن يملي عليهم قناعات غير الّتي هم أدرى وأعرف بجدوائيّتها، وربّما لو كنت مكانهم لقمت بما قاموا به أيضاً [ولكن بعيداً عن الإعلام]، كما لا أشكّ في إيمان وورع وتقوى ونجابة قياداتهم، ولكن ما أودّ قوله: إنّ من يريد أن يشتغل سياسة هذه الأيّام فعليه أن يضع مبادئه المثاليّة في الحقيبة أو “الشّمتة” بالاصطلاح العراقي؛ فالسياسة هي مقدار ما تحقّقه من مصالح لنفسك ولشعبك ومكوّنك بأقلّ الخسائر المادّية والبشريّة، وإذا أردت أن تكون مثاليّاً في سياستك ودماء فلذات أكبادك فعليك أن لا تنبس ببنت شفة في حالة ما إذا رأيت موقفاً يتناقض مع مثاليّتك، ولكن مشكلتنا كعراقيين: إنّنا المصداق الأبرز والأوضح للمثل العراقي المعروف: “شيّم المعيدي وأخذ عباته”؛ وسيبدأ موسم زيارة الأربعين وستعرفون كيف إنّ شعبنا هو المصداق الأبرز لهذا المثل؛ وذلك حينما يستقبل الجّميع من دون مقابل على أطول سفرة في العالم، والحمد لله من قبل ومن بعد.