#يرى المصلح الّلبناني الكبير المرحوم محسن الأمين “١٨٦٥ـ ١٩٥٢م”: إن سيرة كثير من النّاس قامت على اختراع وجوه من عنديّاتهم للأشياء التي لا يعلمون مصدرها وحقيقتها، وهذا الاختراع إمّا بصورة ظاهريّة أو بصورة خرافيّة أو يزيد على الخرافة في بعض الأحيان، ومن أمثلة الأخير: هو القبر المنسوب للسيّدة زينب “ع” في سوريا ومصر؛ حيث رأى الأمين: #إن بعض النّاس لما زعموا إنّ القبر المنسوب إلى السيّدة زينب “ع” بقرية راوية قرب دمشق هو إلى زينب العقيلة اخترعوا لذلك وجوهاً من التأويل الباطل، منها: إنّها جاءت مع بعلها عبد الله بن جعفر إلى الشّام في عام مجاعة فتوفّيت ودُفنت هناك!!، والحال إن هذا القبر المنسوب إلى زينب العقيلة #من_المشهورات_التي_لا_أصل_لها، وإنّما هو منسوب إلى زينب الصغرى المكنّاة بأمّ كلثوم . ولمّا زعموا إن القبر الذي في مصر هو قبر زينب العقيلة اخترعوا له وجوه أيضاً، فقال بعضهم رأيته في كتاب مطبوع بمصر لا اتذكّر الآن اسمه ولا مؤلّفه، ويجوز أن تكون قد نُقلت إلى مصر بطريق خفي علينا، مع إن ابن جبير “1144ـ1217م” في رحلته صرّح بأنّ المدفونة في مصر هي من نسل زين العابدين وذكر نسبها. [أعيان الشيعة: ج7، ص136].
#أقول: من حقّك أن تختلف مع الأمين في رأيه، ومن حقّك أن تناقشه أيضاً، ولكن عليك أن تعرف: إن الاختلاف والنّقاش لا يمكن أن يكون موضوعيّاً ومبرّراً ومنطقيّاً وعلميّاً وبالتّالي حجّة أمام الله وعقلك إذا ارتكز على التلقين الخاطئ للمنابر والوعّاظ والملالي وتربية الآباء والأجداد والاختراعات؛ فمثل هذه المرتكزات لا تمتلك أيّ قيمة لا علميّة ولا أخرويّة ما لم تجتز عقبة ضوابط العلم، نعم تمتلك قيمة مذهبيّة تُثنى لك الوسادة بين عموم النّاس على أساسها، والأمر إليك في الاختيار وفي الاختراع إذا رغبت.