#لعلّ من أبرز الأسئلة المُقلقة الّتي تستوقف كلّ دارس محايد لمرحلة ما بعد حياة الإمام جعفر بن محمد الصّادق “ع” حينما يقرأ النّصوص الرّوائيّة بعيون الرّجاليين الشّيعة وفقهائها هي أن يجدهم #من جانب: يُجمعون على إنّ شخصاً مثل عبد الله بن بكير يُعدّ أحد أصحاب الإجماع ومن فقهاء الأصحاب، ومن «الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يُطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم، وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة» [الرّسالة العدديّة، المفيد: ص25]… . #ومن جانب آخر: يصرّحون على إنّ هذا الفقيه الكبير لم يؤمن بإمامة موسى الكاظم “ع” بعد وفاة أبيه “ع”، وجنح نحو إمامة عبد الله المُلقّب بعد ذلك بالأفطح، وبالتّالي فهو فطحيّ… #لكنّهم لا يسألون أنفسهم هذا السؤّال: لماذا جَنح أمثال عبد الله بن بكير بن أعين إلى إمامة عبد الله وترك إمامة أخيه موسى “ع” مع قربه والتصاقه بأبيهم الصّادق “ع” وروايته عنه؟! هل هو ضلالة ومرض وفسوق وانحراف… أم إنّه لم يسمع من الصّادق “ع” ما يشير إلى إمامة الكاظم “ع” بل ربّما سمع ما يؤكّد العكس؟!
#تساؤلات مُقلقة نتمنّى من المتابعين الكرام التّأمّل فيها كثيراً بمعزل عن أسطورة الواضحات البديهيّات الضّروريّات المتواترات الّتي سوّقها علماء الكلام وصاغ بنية دهليزها علم الأصول المعاصر، والله من وراء القصد.