يُسمّى الخبز في الّلغة الفارسيّة: “نان”، وقد جاء في تفسير فرات الكوفي في تفسير آية: “ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً…” من سورة الإنسان ما يلي: «… كان رسول الله “ص” يشدّ على بطنه الحجر من الغرث، يعني الجوع، فظلّ يوماً صائماً ليس عنده شيء فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين “ع”، فلمّا أتى رسول الله “ص” تسلّقا إلى منكبه وهما يقولان: يا باباه قل لماماه تطعمنا #ناناه…» [بحار الأنوار، ج35، ص702].
#أقول: لا أدري فربّما لا يُقصد من مفردة: “ناناه” التي وردت على لسان الحسن والحسين “ع” كما في الرواية أعلاه أي الخبز بالّلغة الفارسيّة، بل قد تكون مفردة الطفولة ودعاباتها…، لكن حيث إن الراكز في الثقافة الشيعيّة المعاصرة ـ جرّاء التّلقين الخاطئ ـ هو عدم مرور الإمام بعالم الطفولة أصلاً تجد إنّ محقّقي تفسير فرات الكوفي حذفوا هذه المفردة من النسخة المتداولة لهذا التفسير، ووصفها آخرون بالمفردة السقيمة والعجيبة، وبغض النظر عن سقمها أو سلامتها لكن تعالوا لنفتح هذا الباب في حياة الأئمّة “ع” من دون خوفٍ ولا وجل؛ وكما أسلفت في مقالات سابقة: #إنّ الإمام كائن بشري لا يمكن أن نسلب الحيثيّة البشريّة منه مهما فرضنا عليه من قيود كلاميّة أو فلسفيّة أو عرفانيّة وبالتّالي أصوليّة، نعم علينا أن نموضعها في مكانها ومحلّها الصحيح، لا أن ننفيها بالمُطلق كما يحاول بعضهم.