محمّد الصّدر والشّباب المتحمّس!!

#كان المرحوم الشّهيد محمّد الصّدر يعاني كثيراً ممّن يعتقد بالحجيّة المُطلقة لأقواله وأفعاله وأقاريره ومن متتبّعي عثراته أيضاً، ولهذا كان يحرص على تجنّب إعطائهم ذريعة لفهمهم المغلوط، ومع هذا حصل ما حصل كثيراً كثيراً ولا زال أيضاً… وذات يوم: كان “رحمه الله” يصلّي في المرقد العلوي، وكان يتّكأ على المكان المخصّص لوضع التّرب من أجل القيام بعد الانتهاء من السّجود، وإذا بشابّ لا يقدّر ولا يتفهّم حال الشّيبة والمرضى على حدّ تعبيره يسأله هذا السّؤال: سيّدنا أنت تعتمد في حالة القيام؟! وهنا تأسّف الرّاحل الشّهيد وقال: لقد حرق قلبي كثيراً، وتركت هذه العادة حينها وحاولت الاعتماد على نفسي بشكل من الأشكال؛ إذ خشيت أن تتحوّل هذه المسألة إلى سوء ظنّ وشهرة سيّئة. [مجلس درسه الفقهي].
#ولأخاطب روحه الكريمة وهي في العالم الآخر: ماذا لو نشرت من قبرك وعدت إلى هذه الدّنيا ورأيت انتشار سوء الظنّ والتّقليد الأعمى في كلّ صغيرة وكبيرة عند أمثال هؤلاء الشّباب الّذين يدّعون الحبّ لك فضلاً عن غيرهم؟! لا شكّ في أنّك لن تتردّد ـ ولو للحظة ـ في ترك جملة من الأمور الّتي كانت تصدر من سجيّتك وطيبتك، ولم تكن قاصداً لتحويلها إلى منهج ورؤية لسير المقلّدين عليها، ولكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر