#في ترجمته لجعفر بن بشير البجلي نصّ أبو العبّاس النّجاشي المتوفّى كما هو المشهور سنة: “450هـ” قائلاً: «من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم، وكان ثقة، وله مسجد بالكوفة باقٍ في بجيلة إلى اليوم، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلّي فيه مع المساجد الّتي يُرغب في الصّلاة فيها، ومات جعفر “رحمه الله” بالأبواء سنة ثمان ومائتين. كان أبو العباس بن نوح يقول: كان يُلقب فقحة العلم، روى عن الثّقات ورووا عنه…»، كما نصّ شيخ مشايخ الطّائفة الإثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” في ترجمته قائلاً: «ثقة جليل القدر…». [رجال النّجاشي: ص199؛ فهرست الطّوسي: ص109].
#لكنّ الغريب والمفزع: أنّ المرحوم الشّهيد محمّد الصّدر لا يعلم بذلك، ويقرّر في مجلس درسه الخارج الفقهيّ في أُخريات حياته وبدم بارد أيضاً: إنّ جعفر بن بشير لم يوثّق، وعدّ روايته من الحسان لا من الصّحاح وأسقطها عن الاعتبار!!
#بلى؛ الأزمة العميقة للمرحوم محمّد الصّدر أنّه لا يُراجع ولا يتابع ولا يفحص قبل مجلس درسه، بل حتّى إذا أقدم على جميع هذه الأمور تجد أنّ ما يصل إليه ناقص ومبتسر، ومع هذا كلّه يدّعي الأعلميّة الّتي تعني تحريم تقليد غيره في نهاية المطاف، مع أنّ عدم معرفة هذه الأمور البسيطة لا تسقط الأعلميّة فقط، بل تُسقط ما ارتكزت عليه أيضاً، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر