#بعد الفحص الّذي ادّعاه المرحوم الشّهيد محمّد الصّدر عن حال الحسن بن سعيد الأهوازي اكتشف بأنّه غير موثّق!!! ومن هنا صار “رحمه الله” بصدد إبراز وجه فنّي لتوثيقه فقال: إنّ اعتماد أخيه الحسين بن سعيد المنصوص على وثاقته وجلالته عليه يكشف عن أنّه ثقة، وبالتّالي: يكون هذا الاعتماد أشبه بالوصف الملازم للوثاقة عرفاً، وهذا كافٍ لتوثيقه، لكنّه عاد وناقش في هذا الوجه واحتمل: أنّ اعتماد الحسين بن سعيد على أخيه لم ينشأ من وثاقته، وإنّما لأخوّته الّتي تقتضي بطبيعة الحال عشرة وملازمة قهريّة!!
#وفي الوقت الّذي أعيش فيه حالة الذّهول لسماع مثل هذا الكلام من شخص يدّعي الأعلميّة على عموم مجايليه وأساتذته الأموات أيضاً ويدّعي عشّاقه له ما فوق هذا بمراتب كثيرة، أقول له وهو في عليائه: سيّدنا الجليل لا حاجة لجميع هذه المحاولات والوجوه المضحكة؛ فكلّ ما عليك هو اقتناء كتاب فهرست شيخ مشايخ الطّائفة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ”، والذّهاب إلى باب الحاء، وستجد في التّسلسل السّابع والثّلاثين تنصيصاً على وثاقة الحسن بن سعيد بوضوح تام؛ حيث قال هناك: «الحسن بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران الأهوازي، من موالي علي بن الحسين “ع”، أخو الحسين بن سعيد، ثقة، روى جميع ما صنّفه أخوه عن جميع شيوخه، وزاد عليه بروايته عن زرعة عن سماعة؛ فإنّه يختص به الحسن، والحسين إنّما يرويه عن أخيه عن زرعة، والباقي هما متساويان فيه، وسنذكر كتب أخيه إذا ذكرناه، والطريق إلى روايتهما واحد». [الفهرست: ص104ـ105، تحقيق: القيّومي].
#وهل راجع سماحتكم عبارة أبي عمرو الكشّي حينما قرّر بوضوح العبارة: أنّ الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان من العدول والثّقات من أهل العلم؟! [رجال الكشّي: ص796]؛ وهل غفلتم عن عبارة النّجاشي المتوفّى كما هو المشهور سنة: “450هـ” والّتي وصفت كتب الحسن والحسين ابني سعيد بالحسنة المعمول عليها؟! [رجال النّجاشي: ص58].
#لا تتوهّم ـ بعد أن يسذّج وعيك متنطّع هنا أو جاهل هناك ـ فتحسب أنّ مثل هذه الاشتباهات القاتلة مسألة جزئيّة تحصل في أرقى العوائل العلمائيّة وليس لها علاقة أو تأثير على الأعلميّة لا من قريب ولا من بعيد!! فمثل هذا الكلام لا يقوله إلّا جاهل لم يذق شيئاً من طاء طعم العلم فضلاً عن طعمه؛ لأنّ المرجع الّذي لا يعرف حال الحسن بن سعيد مع كثرة رواياته لهو أبعد ما يكون عن هذا الحقل بأميال ومراتب، لكنّها العاطفة والسّياسة قاتلهما الله، ولا نقول ما يسخط الرّب، وهو دائماً من وراء القصد.
#ميثاق_العسر