محمّد الصّدر العنوان والمعنون!!

#قضيت ساعات طويلة جدّاً في متابعة وفحص وتدقيق دروس المرحوم الشّهيد محمّد الصّدر الفقهيّة والّتي ألقاها في السّنوات الخمس الأخيرة من حياته ومرجعيّته، فوجدت أنّ الرّجل ضعيف ضعيف ضعيف حتّى ينقطع النّفس، ولا يتوفّر درسه على أبسط ما ينبغي على الدّرس الجادّ توفّره عليه، والأخطاء وعدم الفحص والفهم المغلوط والاستظهارات الخاطئة هي السّمة الغالبة كما وثّقنا وسنزيد من ذلك أيضاً.
#وكنت انتظر حينما أسمع اشتباهاً وخطأً فادحاً لا يقع فيه صغار الطّلبة فضلاً عمّن هو في منزلة مدّعياته: أن ينبّهه بعض حضّار درسه لذلك ولو بعد الدّرس فيأتي ويعتذر عنه في اليوم التّالي ويصحّحه، لكن كان انتظاري دون جدوى ونتيجة، بل وجدته يكرّر الخطأ تلو الخطأ أيضاً، وكأنّ على رأس عموم حضّار درسه الطّير!!
#اعلم: أنّ السّطور أعلاه ستزعج وتستفزّ وتجرح كثيرين وبعضهم ممّن يعزّ عليّ إزعاجه، لكنّها الحقيقة الّتي لا محيص عن قولها؛ إذ يجب أن تكون هناك سنخيّة وتناسب بين العناوين والمعنونات، وعلينا أن نفرّق كما كرّرنا مراراً: بين مقام الإخلاص والتّفاني والتّواصل مع النّاس وإدراك معاناتهم ومشاكلهم، وبين مقام العلم والمعرفة والأعلميّة الدّينيّة، ولا ملازمة بينهما، نعم؛ لا شكّ في أنّ القصور في المقام الثّاني سينعكس سلباً على تجليّات المقام الأوّل وآليّات استيفائه كثيراً، ولهذا ينبغي أن نبرّز الهنات بموضوعيّة وحياد، ونحفظ للحقيقة هيبتها، فتفطّن كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر