محمد الصّدر الشّخصيّة الحوزويّة المقلقة!!

6 فبراير 2018
1381
ميثاق العسر

‏ #لا شكّ ولا شبهة أيضاً بأن المرحوم الشّهيد محمد الصّدر شخصيّة مُقلقة حوزويّاً، وأعني من المقلقة وأنا هنا في مقام التّوصيف فقط وفقط: أيّ إنّ تكوينها السّايكلوجي وبناءها العلمي وتحرّكها الثّوري ليس أمراً مهضوماً عند شريحة كبيرة من المراجع وأساتذة الحوزة الكبار عُرباً وعجماً، وهذا الأمر ليس سرّاً ولا رجماً بالغيب؛ بل يصرّحون به […]


#لا شكّ ولا شبهة أيضاً بأن المرحوم الشّهيد محمد الصّدر شخصيّة مُقلقة حوزويّاً، وأعني من المقلقة وأنا هنا في مقام التّوصيف فقط وفقط: أيّ إنّ تكوينها السّايكلوجي وبناءها العلمي وتحرّكها الثّوري ليس أمراً مهضوماً عند شريحة كبيرة من المراجع وأساتذة الحوزة الكبار عُرباً وعجماً، وهذا الأمر ليس سرّاً ولا رجماً بالغيب؛ بل يصرّحون به في مجالسهم الخاصّة، ويمارسون التّقيّة المكثّفة في إظهار ما يناقضه تماماً؛ لأنّ إظهاره سيكلّفهم ثمناً باهظاً جدّاً، وما الرّائي كمن سمع… هذا في أيّام حياته ومرجعيّته وحركته.
#أمَا بعد شهادته “قدّس الله نفسه” فقد تغيّر موقف بعضهم من ناحية تفسير علاقته وتنسيقه مع النّظام العراقي السّابق، وترحّموا عليه ودعوا من الله أن يخصّه بشآبيب رحمته؛ إذ عدّوا شهادته خير شاهد على بطلان تمحّلاتهم وسوء ظنّهم الّذي تتحمّل تكوينه وتنقيحه جهات معروفة، لكن بقيت تحفّظاتهم السّايكلوجيّة والعلميّة على حالها حيث عاصروه وعايشوه في بداية تكوينه العلمي في النّجف الأشرف.
#وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً ـ وأنا لا زلت في مقام التّوصيف ـ فإنّ صقور التّيار الصّدري وحمائمه شاهدوا بأمّ أعينهم التّسجيل المرئي للمرحوم محمد باقر الحكيم في مدرسة الإمام الكاظم “ع” في مدينة قم الإيرانيّة، والّذي تحدّث فيه قبل استشهاد السيّد محمد الصّدر بكلام فظيع يعفّ الّلسان عن ذكره انطلاقاً من قبليّاته غير الموضوعيّة، ومع هذا نجده حضر مجلس فاتحة المرحوم محمد الصّدر دون تحفّظ، فلاقى ما لاقى من الجماهير الغاضبة كما هو معروف وموثّق لمن عاصر تلك المرحلة وعايشها.
#وخلاصة ما أودّ قوله لمحبّي سماحته ومقلّديه: من حقّكم أن تغضبوا لقدوتكم ومطمح رؤاكم وآمالكم، ومن حقّكم أن تنزعجوا من الإساءة لشخصه وشخصيّته؛ فهذه أمور لا يمكن لأحد إنكارها عليكم، لكن عليكم أن تمنحوا المراقبين المحايدين صورة عقلانيّة رائعة عنكم؛ سواء في أفعالكم أو في ردودها أيضاً، صورة تستحضر أخلاقيّة المرحوم محمد الصّدر في كلّ أجزائها، وتتوشّح بإخلاصه وتفانيه، بل وعقلانيّته البحثيّة أيضاً، أمّا التّمسّك #بسحابة غيم جعلها قدرها للرّائي بصورة إنسان وتدّعون إنّها كرامة وردّ لمن يسيء للمرحوم فهذا ما يؤسف له حقيقة ولا أزيد؛ لأنّ إثبات هذا الأمر لا متعسّر فقط بل متعذّر أيضاً، وكم كنت أتمنّى عليكم أن تتعالوا عن مثل هذه الخرافات، والّتي هي أنسب بغيركم لا بكم يرحمكم الله… رحم الله الشّهيد برحمته، وقيّض الله له رجالاً يكملون مسيرته كما أراد، والله من وراء القصد.
#تنوير هامّ: لست في مقام الدّفاع عن أحد أو تبنّي وجهة نظر تقييميّة على الإطلاق، وإنّما أردت التّوصيف لما هو حاصل في الأروقة الحوزويّة؛ لذا وجب التّنويه.
#ميثاق_العسر


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...