#تُعدّ واقعة كربلاء من أكثر المشاهد دمويّة وقساوة في التّاريخ الإسلامي؛ فقد ذبح سبط النّبي الأكرم “ص” من الوريد إلى الوريد، ومُثّل بجسده ورأسه الطّاهر، وقُتل أولاده وأخوانه وأصحابه وسبيت نساؤه… في مشهد يندر أن يمسك الإنسان دموعه من الانهمار حين استحضاره بإخلاص، ولكن السّؤال الأساس والجريء في نفس الوقت: ما هو الشيء الّذي سينفعنا […]
#تُعدّ واقعة كربلاء من أكثر المشاهد دمويّة وقساوة في التّاريخ الإسلامي؛ فقد ذبح سبط النّبي الأكرم “ص” من الوريد إلى الوريد، ومُثّل بجسده ورأسه الطّاهر، وقُتل أولاده وأخوانه وأصحابه وسبيت نساؤه… في مشهد يندر أن يمسك الإنسان دموعه من الانهمار حين استحضاره بإخلاص، ولكن السّؤال الأساس والجريء في نفس الوقت: ما هو الشيء الّذي سينفعنا إذا ما استحضرنا هذا المشهد الدّموي في كلّ سنة وعام؟!
#إذا كان خروج الحسين “ع” بهذه العدّة والعدد عملاً لا يقرّه العقلاء؛ لأنّه فوق مستوى إدراكهم [كما يقول بعضهم]، فكيف يمكن للعقلاء الاقتداء به وتكراره أصلاً؟!
#وإذا كان خروج الحسين “ع” بهذه العدّة والعدد من فروع مسألة القضاء والقدر التي وردت أحاديث كثيرة في النهي عن التفكير فيها [كما يقول آخرون]، فما هو معنى إمامته “ع” بالنّسبة لنا؟!
#وإذا كان خروج الحسين “ع” بهذه العدّة والعدد ينطلق من تكليف خاصّ به “ع”، فلا يقاس عليه من كان تكليفه ظاهر الأدلّة والأخذ بعمومها وإطلاقها… [كما هو مذهب جلّهم]، فما هي فائدة إحياء ذكره والحثّ على الاقتداء به إذن؟!
#اعتقد إنّنا بحاجة ماسّة إلى التّجرّد عن عواطفنا ومذهبيّتنا المفرطة لإعادة قراءة حركة الحسين بن عليّ “ع” ومعرفة فلسفتها بعيداً عن المسحة الغيبيّة المُفرطة الّتي مُسحت بها منذ القرن السّابع الهجري وحتّى اليوم؛ ومن غير ذلك سيستمرّ المعمل العاشوري المتداول في انتاج طقوس وممارسات يوميّة وسنويّة نُسلّي بيها عواطفنا ومشاعرنا ونملأ بها جيبونا لا عقولنا، ومفتاح حلّ جميع هذه الأمور هو خلع النظّارة المذهبيّة وإعادة قراءة مفردة علم الإمام وموضعتها في مكانها القرآني والنّبويّ السّليم، بلا افراط ولا تفريط.