ما أكثر جِمالِنا وجمّالينا هذه الأيّام!!

23 أبريل 2017
1318

#يروى إنّ صفوان الجّمال دخل ذات يوم على الإمام الكاظم “ع” فبادره الإمام قائلاً: «يا صفوان كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً!»… استغرب صفوان وقال: جعلت فداك أيّ شيء هو؟! فقال له الإمام: تأجيرك جمالك إلى هارون. فقال صفوان: والله ما أجّرتها له أشراً ولا بطراً ولا للصّيد ولا للّهو، وإنّما لأجل أن يذهب إلى حجّ بيت الله الحرام، كما لا أقود القافلة بنفسي، بل يقوم بهذه المهمّة غلماني…، فقال له الإمام: لكنّك تحبّ وتودّ أن يعودوا سالمين غانمين لكي يدفعوا لك أجرتك ويُرجعوا لك جمالك، ومن «أحبّ بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم ورد النّار»… فوقعت النّصحية موقعها فبادر صفوان إلى بيع جماله عن بكرة أبيها وغيّر عمله… [رجال الكشّي: 441].
#أقول: ينبغي علينا كرجال الدّين ـ بمختلف صنوفنا ـ أن لا نَقصِر هذه الموعظة الرّائعة على الجمال المتعارفة في ذلك الزّمان ولا على نفس العمل الّذي قام به صفوان، بل إنّ سكوتنا وصمتنا السّلبي إزاء ما نعتقد بخطأه [قلباً] في أروقة المؤسّسة الدّينيّة والسّياسيّة؛ رعاية لجِمالنا وإجرتنا وعنواننا وامتيازاتنا ومنبرنا وبعثاتنا ومكانتنا ووجاهتنا ومستقبلنا ومحسوبيّاتنا وأوقافنا ووزاراتنا ومرجعيّاتنا…إلخ هو مصداق تامّ لعمل صفوان مهما برّرناه بعناوين شرعيّة ببركة الصّناعة الفقهيّة المتداولة… أعظم الله أجورنا وإجوركم بمصاب الإمام موسى الكاظم “ع”، وجعلنا من أنصاره والسّائرين في طريقه إنّه سميع الدّعاء.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...