لماذا غاب النبيّ محمد “ص” من فقه الإماميّة؟!

8 ديسمبر 2016
1496

حينما ترجع إلى المنظومة الفقهيّة الشيعة تجدها تستند بالدرجة الأولى على الروايات التي جاءت من أئمّة أهل البيت “ع” وبالخصوص على مرويّات الإمام جعفر بن محمد الصّادق وأبيه محمد بن عليّ الباقر “ع”، #وحينما ترجع إلى هذه الروايات تجدها في الأغلب عبارة عن أسئلة كانت تعتري أصحاب الأئمّة في حياتهم اليوميّة بكلّ تفاصيلها، فيستوضحون من الإمام عنها فيقدّم لهم الإجابة.
#وبعد فترة من الزمن وببركة جهود الفقهاء الكريمة تحوّلت هذه الإجابات لتلك الأسئلة إلى نصوص خالدة ينبغي البحث فيها عن أحكام الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بعد أن وُضعت لها قواعد وآليّات وضوابط وشروط وقيود يُطلق عليها: “فنّ الصناعة الفقهيّة”.
#والسؤال الهامّ الذي يدعو الإنسان للتأمّل والتدبّر: لماذا لم يستند الفقه الشيعي على المرويّات المباشرة عن الرسول الأكرم “ص” والتي لم يأتِ الأئمّة على ذكرها، ليس لأنّهم لا يرون صحّتها وسلامتها، بل لأنّ رواة تلك الفترة لم يسألوهم عنها؛ إمّا لوضوحها أو لعدم ابتلائهم بها أو لأيّ سبب آخر؟!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...