لماذا النقد للمذهب الشيعي؟!

2 نوفمبر 2016
1822

لا ينبغي التأنّي في إن الاستبسال في الدفاع عن المذهب الشيعي ضرورة “اجتماعيّة” ودينيّة لا يمكن التنازل عنها بحالٍ من الأحوال، وكيف يكون ذلك وقوى الشرّ العالميّة بمختلف طوائفها وأعراقها وأديانها قد جيّشت جيوشها في سبيل تفتيت هذا المكوّن وزعزعة ثقة أبنائه بمبادئه ومراميه وأهدافه ورموزه “المخلصين”. ولكن إذا ما أردنا الحيلولة دون زعزعة ثقة النّاس بحقّانيّة هذا المكوّن أيدلوجيّاً فعلينا أن نؤمن بحاجة بعض مبادئه الكلاميّة والأصوليّة والفقهيّة… إلى: “إعادة ركلجة وهيكلة بنيويّة”. وهذا الدور لن يكتب له النجاح والموفّقيّة “الإيجابيّة” ما لم ينطلق من أقلامٍ حوزويّةٍ مخلصةٍ ومتخصّصةٍ وبرعاية مرجعيّة؛ لتعكسه على المنابر الإعلاميّة والحسينيّة بعد ذلك ليتحوّل ـ بعد عقودٍ من العمل المركّز ـ إلى مبادئ محكمة ومبرهنة لا يمكن زعزعتها ببساطة.
#لكن آسفي: إن حوزة النجف الكريمة ـ رغم شعور بعض زعاماتها بهذه الضرورة ـ لم تكتف بعدم ممارسة هذا الدور بصيغة فاعلة، بل أطلقت العنان لبعض عناصرها في ممارسة التخريف بأبشع صوره وألوانه، وسمحت تحت ذريعة فتح باب الاجتهاد في المذهب الشيعي ـ بالإضافة إلى العناوين الثانويّة ـ بإيجاد انشقاقات داخل الصفّ الشيعي ستتحوّل عن قريب إلى فرقٍ ومذاهبٍ داخل المذهب الواحد أيضاً، وهذا هو: الذي دعانا ويدعونا إلى ممارسة دور المعارضة من خارج أروقتها في سبيل الضغط عليها لتحمّل مسؤوليّاتها، بعد أن سحقت جرّافات الحوزة التقليديّة جميع الجهود التي حاولت معارضتها من الداخل.
#من هنا أدعو ونحن في عيد الأضحى المبارك وأتمنّى على المخلصين في حوزة النجف الكريمة على اختلاف مشاربها وتوجّهاتها: أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم، وأن يرفعوا رؤوسهم دون رهبةٍ أو وجلٍ، ليقولوا: كلمة الحقّ ويصارحوا الناس وأنفسهم؛ فهذه الأيتام ذمّة في رقابهم، وعليهم أن يعرفوا: إن ما يُحفظ بكتابة عشرات الأجزاء في كتاب الحجّ أو تكرار تدريس البحوث الأصوليّة ليس هو المذهب، وإنّما هو المستقبل الحوزويّ التقليديّ للشخص الكاتب والمكرّر فقط، ومن هنا نتمنّى أن نسمع من المخلصين بادرة حوزويّة متخصّصة؛ لكي نتوقّف عن النشر العام، ونصبّ جهودنا في صالح مشاريع الحوزة المخلصة.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...