#المراجعة الفاحصة والدّقيقة والعميقة للنّصوص الرّوائيّة الواردة في أمّهات الكتب الاثني عشريّة المعتبرة وغيرها أيضاً تؤكّد أنّ للأئمّة المؤسّسين شخصيّتين وربّما أكثر:
#الشخصيّة الأولى: هي الظّاهرة، والّتي يلاحظها السّاكنون معهم في مُدن ولادتهم أو محالّ إقامتهم، باعتبارهم مواطنين، عليهم واجبات ولهم حقوق، ويرونهم في: المساجد والأسواق والأزقّة… وغير ذلك من المواطن الّتي يتواجد فيها المسلم العادي.
#الشّخصيّة الثّانية: هي الباطنة، والّتي يلاحظها خواصّ أصحابهم وبعض رواة حديثهم ممّن يفدون إليهم من الكوفة وقم، ومن هو في دائرتهم الخاصّة من خدم وحشم وموظّفين.
#الشّخصيّة الأولى متّزنة جدّاً، ومتّفقة مع المسار الإسلاميّ العامّ، لديها بعض القناعات الفقهيّة الاجتهاديّة كما كان لبعض معاصريهم، أمّا الشّخصيّة الثّانية فهي المتمرّدة على هذا المسار، وتوضّح لأصحابها وبعض رواة حديثها بطلان المذاهب الأخرى، بل وكفرهم، وفسقهم، وانحرافهم…إلخ.
#الشّخصيّة الثّانية مركّبة ومعقّدة جداً، ويُستحلّ من خلالها ما لا يُستحّل من الشّخصيّة الأولى، ويُصحّح من خلالها ما لا يُمكن تصحيحه من الشّخصيّة الأولى، وتُبرّر شرعيّتها بعنوان التقيّة وأضرابها، وهي الشّخصيّة الّتي سمحت لشيعتهم ومحبيّهم بنحت ما نصطلح عليه بـ: أدلّة وتّبريرات ما بعد الوقوع لإسعاف إمامتهم ومهدويّتهم الإلهيّة الاثني عشريّة وتثبيتها.
#إذا عرفت هذا التّفريق المنهجي والمبنائي الّذي نختاره في تقييم هذه الشّخصيّات ورسم ملامح منهجنا المختار من خلالها، تعرف أسباب الصّورة النّموذجيّة المرسومة في الواقع السنّي وتراجمهم عن أهل البيت؛ لأنّهم لم يكونوا يرون سوى الصّورة الأولى الظّاهرة الممزوجة بالتّقيّة حتّى أخمص قدميها، كما حكموا على الشّخصيّة الثّانية بالكذب والمنحوليّة؛ وأحالوا ابتداعها وجميع النّصوص الرّوائيّة المترشّحة عنها إلى كَذَبة أهل الكوفة وقم.
#لكنّ إنكار هذه الشّخصيّة الثّانية للأئمّة المؤسّسين يعني ذبح المذهب الجعفري وصيغه المختلفة وأهمّها الاثني عشريّة من الوريد إلى الوريد؛ لأنّ رواة نصوص هذه الشّخصيّة من الكبار الّذين يصعب احتمال تواطؤهم على الكذب، ونسبة مئات الرّوايات زوراً إليهم، فلا تخطئ وتضع أحكام الأولى للثّانية، وتأمّل كثيراً كثيراً في هذه السّطور، فهي باب ينفتح لك منه ألف باب، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3244642542324714