#يصرّ جملة منّ القرّاء الحريصين على دينهم وعقيدتهم على تعاطي صنف خاصّ ممّا اصطلح عليه بـ: “المسكّنات القرآنيّة” على الدّوام؛ يتعاطونها لكي لا يشعروا بألم الصّدمات والكدمات الّتي يواجهونها وهم يصغون لمن يتلو عليهم حقائق مسلّمة وثابتة في تراث المسلمين بعرضه العريض، وقد ازداد هذا التّعاطي سوءاً حينما وجدت هذه المسكّنات ـ وأضيف إليها المهدّئات ـ سوقاً رابحة في أيّامنا، فكثر التّسابق من أجل فتح عيادات ـ أو دكاكين على الأصحّ ـ لهذا الغرض، فما أن يذهب المريض إليها وهو يعاني من مرض فكريّ عضال ولّدته قراءة تراث المسلمين الصّحيح والمتّفق عليه إلّا وزوّدوه بمسكّنات ومهدّئات مبتسرة من قبيل: “وإنّك لعلى خلق عظيم”، “وما أرسلناك إلّا رحمة”، “لا أكراه في الدّين”، فيجعلونهم ينسون الألم مؤقّتاً، ويتعاطون هذه العقاقير المسكّنة والمهدّئة كلّما اشتدّ الوجع عندهم، حتّى أصبحوا ينكرون وجوده من رأس، ويكابرون في سبيل إقناع أنفسهم بمسكّناتهم، ويخلدون بعدها إلى النّوم، سيّما إذا كانت المهدّئات بمقام البيات والنّهاوند والحجاز وأضرابها.
#ونصيحتي لأمثال هؤلاء، سيّما من كان منهم جادّاً في فهمه لدينه وعقيدته، أن يكفّوا عن تعاطي هذه المسكّنات والمهدّئات لغرض إنكار الحقائق [وهذا قيد مهمّ جدّاً]، ويُتعبوا أنفسهم ويذهبوا صوب دراسة تاريخ تكوينها، وأسباب طرحها، وكيفيّة جمعها، ومكان توظيفها، من غير ذلك سيستفحل المرض عندهم يوماً بعد يوم؛ كلّما حاصرتهم الحقائق، وضيّقت الخناق عليهم، وحينذاك لا تنفع المسكّنات ولا المهدّئات، وسينتهي مفعولها بعد أن تتغلّب حقيقة الألم عليها، ولات حين مندم، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#القرآن_البعدي
#الرّسول_المذهبي
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3239337182855250