تتكرّر على أسماعنا دوماً مقولة #مصلحة المذهب” وخصوصاً من قبل السّادة والمشايخ المعمّمين بمختلف صنوفهم ومراتبهم [عدا أهل الفضل والعلم منهم]، وتتكرّر هذه المقولة وتتأكّد بل يُساء استخدامها إذا ما طرح أحدٌ أسئلة مُقلقة حول بعض مقولات المذهب ودعا النّاس للتفكير فيها بتجرّد، والضغط على المعنيّين في سبيل تحصيل إجابة مقنعة لها… #من هنا قد يُثار هذا السؤال بحقّ: ما هو الملزم والموجب الذي يدعونا إلى الدّفاع عن المذهب ومن هو الذي يحدّد مصلحته؟!
#والجواب: إنّنا إذا أردنا أن نسلّم بمقولة مصلحة المذهب وضرورة الحفاظ عليها فعلينا بداية أن نؤمن بحقّانيّة المذهب الشيعي بصيغته المتداولة وبعنوانه المجموعي الحاضر، وبعد التسليم بذلك يكون التشكيك حينئذ مستهجناً؛ إذ لا ينبغي للباحث المؤمن بذلك أن يشكّك أو يطرح أسئلة أو أفكاراً تتصادم مع المذهب بصيغته الحاليّة أو يزعزع قناعات النّاس به؛ إذ ليس من المصلحة ذلك.
#ولكن هذا أوّل الكلام كما يقولون؛ فإنّنا لا نُسلّم ولا نؤمن إنّ المذهب الشيعي بصيغته الحاليّة من ألفه إلى يائه حقّ قراح لا مرية فيه، بل تحتاج بعض مقولاته الكلاميّة والأصوليّة والفقهيّة والمنبريّة… إلى إعادة نظر موضوعيّة محايدة تُرجعها إلى واقعها الأصلي وحقيقتها، #وعليه: فإن الأسئلة التي نطرحها هي على وفق القاعدة وليس خلافها، بل هي في مصلحة المذهب بعنوانه الأصلي لا بعنوانه وصيغته المتداولة، والله الموفّق والهادي إلى سبيل الصواب.