#كان الباقر “ع” كغيره من أسوياء بني البشر يحبّ النّظافة والتّزيّن والتنوّر، وذات يوم ـ كما في رواية الكليني ذات الإسناد الصّحيح عنده ـ رآه الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي وقد جعل الحنّاء على أظافيره!! فبادر الباقر “ع” قائلاً للحكم: «يا حكم ما تقول في هذا؟»، فقال له الحكم: «ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله، وإنّ عندنا يفعله الشّبّان [!!]»، فقال له الباقر “ع”: «يا حكم: إنّ الأظافير إذا أصابتها النّورة غيّرتها حتّى تُشبه الموتى، فغيّرها بالحنّاء». [الكافي: ج6، ص509].
#أقول: سيّدي الباقر “ع” هذا هو حال الأظافير وحال علاجها عندكم، لكن ما هو حال القلوب الّتي أصدّأها النّفاق وعدم تطابق الظّاهر مع الباطن بسبب الصّناعة الفقهيّة والارتزاق بصنفٍ خاصّ من رواياتكم؟!
#لنتجاوز هذه الشّقشقة، ونقصر الحديث على هذه الرّواية ومشابهاتها ونسأل: هل كان حنّاء الأظافير فعلاً يُنافي المروءة في تلك الأزمان ولا يعمله سوى الشبّان في الكوفة كما يقول الحكم، بينما يمارسه أمثال الباقر “ع” في المدينة دون تحفّظ؟! ماذا لو فعلها مرجع تقليد أو من هو دونه بمراتب في أيّامنا، ألا يصبح مادّة للتندّر والفكاهة؟!
#أجل؛ لا بدّ أن نعترف بأنّ أصحاب هذه النّصوص هم بشر كغيرهم من بني البشر، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وأنّنا مهما أطّرنا شخوصهم بأطر كلاميّة أو فلسفيّة أو عرفانيّة ومن ثمّ أصوليّة فلا يمكن أن نقفز بهم عن دائرتهم الكرونولوجيّة والسوسيولوجيّة الّتي ولدوا وتكوّنوا فيها، ناهيك عن أوهام أنّ نصوصهم وأفعالهم وأقاريرهم هي تشريع صالح لعموم بني البشر في طول عمود الزّمان، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#الإمامة_الإلهيّة