#يقولون ولا احتاج لأن أصف القائلين بغير البساطة: إنّ السيّدة فاطمة حينما منعها أبو بكر من فدك خطبت خطبة عصماء أمام المهاجرين والأنصار في مسجد أبيها، جاء في مطلعها وهي تصف الله عزّ وجلّ: «الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شيء قبله، واحتذاها بلا مثال لغير فائدة زادته… إذ الخلائق بالغيوب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة…».
#ويبدو لي ـ وهذا افتراض تهكّمي بطبيعة الحال ـ أنّ المهاجرين والأنصار جميعاً أخذ كلّ واحد منهم ينظر إلى الآخر ويسأل ماذا تقول فاطمة؛ لأنّ مثل هذه المفاهيم لم يكن لها أيّ حضور في تلك الّلحظة، ولو كانت قد تكلّمت بها فرضاً فهو نقض لغرضها؛ وذلك لأنّهم لم يسمعوها من الرّسول قرآناً وسنّة، وإنّما هي نتاج مقدّمات وبحوث كلاميّة وفلسفيّة ظهرت في العصر العبّاسي بعد عصر التّرجمة، ولم يعتد المسلمون الأوائل إلّا على لغة: أ فلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؛ أفرأيتم ما تمنون؛ ناقة الله وسقياها؛ أيّتها العير إنّكم لسارقون؛ حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط؛ والأنعام خلقها لكم؛ ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة؛ والّليل إذا عسعس، والعاديات ضبحاً…إلخ، فتفطّن كثيراً ولا تضع أحكام فاطمة المذهبيّة لفاطمة الحقيقيّة، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3429329157189384