يقولون: إن السيّد علي نجل السيّد كاظم اليزدي [صاحب كتاب العروة الوثقى] “1831ـ1919م” طلب من نجل خصيمه الآخوند ملّا كاظم الخراساني [صاحب كتاب كفاية الأصول] “1839ـ1911م” أن يكون تشييع والده من بيت أبيه، ولمّا كانت للميرزا مهدي الخراساني نجل الآخوند وجاهة واسعة في حوزة النجف الأشرف [بغضّ النظر عن أسبابها] حضر جميع دعاة الحركة المشروطة إلى بيته لغرض التشييع، وبعد أن صلّى السيّد علي اليزدي على جثمان والده وخلفه علماء النجف وفقهاؤها، رفع يديه بالدعاء قائلاً: #الّلهم أغفر لأبي إنّه كان من الضالّين!! [من كتاب مرگی در نور لحفيد الخراساني: ص96].
#وفي مقابل هذا القناعة والموقف القاسي الذي سجّله نجل اليزدي إثر مواقف وحدّية والده من دعاة الحركة المشروطة وقطع رواتبهم، نلحظ قناعة وموقفاً آخر يقف في طرفه المقابل تماماً؛ حيث روى الشيخ محمد واعظ زادة الخراساني إن والده الذي كان مناهضاً لحركة المشروطة قال له يوماً وهم يزورون قبر صاحب العروة: #يا بني، لولا نفس السيّد اليزدي لما بقي للإسلام أثرٌ!! [مجلّة مشكاة الفارسيّة، العدد: 45، ص17].
#أقول: من الصعب جدّاً أن تجد ولداً يسجّل مثل هذا الموقف القاسي من أبيه حتّى وإن علم بخطأ مواقف والده وخطلها، ولكن هل من الممكن أن يختلف الولد مع أبيه المرجع في بعض القناعات الحوزويّة والسياسيّة والاجتماعيّة…إلخ، ويغيّر مسار الأسرة من اليمين إلى اليسار بعد وفاته؟! #المؤسف إن الواقع الحوزويّ المعاصر لم يبرز لنا مثل هذه الظواهر، بل نجد الأبناء على سيرة وسريرة آبائهم المراجع وبنفس الرتابة، نتمنّى أن نرى مواقفاً أكثر انسجاماً مع متطلّبات المرحلة واحتياجاتها، والله من وراء القصد.