مسألة تشريع القرآن لضرب الزّوجة بمعناه الفيزياويّ المعروف لا تحتاج إلى عبقريّة خاصّة في فهمها، ولا إلى نبوغ في تعلّمها؛ فهي أشبه بالبديهيّة الإسلاميّة والمذهبيّة المتّفق على أصلها القرآني، ولا يشكّ في ثبوتها سويٌّ يعرف القراءة والكتابة في مصادر الإسلام والمذهب المعتبرة.
وعلى هذا الأساس: فحينما ينبغ نابغ في عصرنا ويدّعي أنّ القرآن لا يعني من الضّرب ـ الّذي منحه الإسلام كحقّ للزّوج تجاه زوجته في حالة نشوزها ـ الضّرب الفيزياوي المعروف، وإنّما يعني: التّباعد فقط، فأقصى ما نستطيع وصف هذا النّابغ به ـ إذا ما أحسنا الظّنّ ـ أن نقول: هو جاهل بتاريخ الإسلام والقرآن والرّسول، وما قامت عليه سيرة الرّموز ومسيرتهم وبحوثهم وفتاوهم؛ ومتأثّر بورديّة ومثاليّة عن الإسلام والقرآن والرّسول رسمتها الأحلام في ذهنه، وإلّا فهو دجّال يريد أن يبتزّ النّاس بزرقهم حقناً مخدّرة.
ولهذا قال بعض المعاصرين وهو ينتقد من ينكر صدور حكم ضرب الزّوجة في القرآن: «هذا حكمُ الله تعالى، وهو صريحُ القرآن، والاعتراض على هذا الحكم اعتراضٌ على اللّٰه جلّ وعلا، وهو عينُ الكفر»، فتفطّن وافهم، ولا تكن من الجاهلين، والله من وراء القصد.
