#أوصل التّلقينُ المذهبي المتراكم والعميق والمتزايد الجمهورَ الشّيعي الاثني عشريّ إلى مرحلة بحيث توهّم أنّ الرّواية إذا كانت غير معقولة علميّاً، أو دينيّاً، أو تحتوي على أخطاء فاضحة… فهي غير صادرة من الإمام حتّى لو صحّ إسنادها، وحتّى لو سلّم جميع مؤسّسي المذهب بها، وأفتوا على أساسها، بل ولو آمن بصحّة صدورها مراجعه المعاصرون، ولهذا حينما تتلو على أفراد هذا الجمهور رواية لو تلوت إسنادها على مجنونٍ لأفاق، فإنّهم يبادرون فوراً لإنكارها بسبب ذلك التّلقين المذهبي.
#ويلاحظ على ذلك: إنّ هذا الكلام فاسد لا تماميّة له؛ إذ إنّ صدور الرّواية غير المعقولة علميّاً، ودينيّاً، والمشتملة على أخطاء فاضحة…إلخ من مماثلات، أمر معقول جدّاً من الأئمّة الاثني عشر المعروفين، بل وقع ذلك بوفرةٍ وافرةٍ في نصوصهم الصّحيحة والمتّفق على سلامتها وفق القواعد المتعارفة في فنّ الحديث، ولا ينبغي أن يجعلَ الإنسان الصّورة النمطيّة الغارقة في المثاليّة المرسومة في ذهنه منذ الولادة بسبب هذا التّلقين المذهبيّ الخاطئ مقياساً في تصحيح النّصوص وتضعيفها، بل عليه أن يُعيد النّظر في هذا التّلقين بقوّة، ويجعل هذه النّصوص خير شاهد ومنبّه على خطأ مرتكزاته الّتي كوّن صورته الغارقة في المثاليّة عن طريقها، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3330450057077295