شمّاعة المؤامرة كذبة الملالي والوعّاظ!!

6 نوفمبر 2016
1770
ميثاق العسر

لا أؤمن كثيراً بنظريّة المؤامرة التي يحاول بعض الملالي والوعّاظ ترويجها بغية الحفاظ على الجمهور الشيعي من الانفراط، ولا أؤمن أيضاً بضرورة الكذب والدجل في سبيل الحفاظ على التراث الروائي في عصر الغيبة أو الهدنة كما يصطلحون عليه، بل أرى ضرورة موضعة النصوص الروائيّة والتاريخيّة في مكانها السليم، بمعنى الحفاظ على ظروفها وسياقاتها التي أوجدتها […]


لا أؤمن كثيراً بنظريّة المؤامرة التي يحاول بعض الملالي والوعّاظ ترويجها بغية الحفاظ على الجمهور الشيعي من الانفراط، ولا أؤمن أيضاً بضرورة الكذب والدجل في سبيل الحفاظ على التراث الروائي في عصر الغيبة أو الهدنة كما يصطلحون عليه، بل أرى ضرورة موضعة النصوص الروائيّة والتاريخيّة في مكانها السليم، بمعنى الحفاظ على ظروفها وسياقاتها التي أوجدتها وبرّرتها، ومن هنا فأنا لا اتفاعل مع من يريد أن يصف بعض الحركات الافراطيّة في داخل المذهب الشيعي بكونها متآمرة ومدسوسة ومدعومة من وكالات الاستخبارات والمخابرات الدوليّة في سبيل شقّ الصفّ الشيعي، بل إن كثيراً منهم مدعومون بقوّة من قبل بعض المراجع والفقهاء في داخل الحوزة، وعلينا التحلّي بالجرأة والشجاعة وتوجيه النقد لمن يستحق النقد.
#ولكي لا يكون كلامنا بعيداً عن التطبيق لنأخذ المرحوم محمد تقي القمّي ـ الذي توفّي قبل أيّام ونعاه كبار مراجع الطّائفة الشيعيّة ـ نموذجاً، ونسأله عن رأيه بزوج النبيّ عائشة والذي لا يرى أيّ ضرورة في ستره أو التقيّة في طرحه، بل يرى ضرورة تثقيف الشيعة عليه كما هي سيرته العمليّة.
#هناك رأي معروف للمرحوم الخوئي “1899ـ1992م” يرى فيه وثاقة كلّ راوٍ جاء في أسناد تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي [من مشاهير القرن الثالث الهجري]، لكن هذا الرأي لم يقبله بعض تلاميذه ومنهم المرحوم محمد تقي القمّي، دعونا نصغي إليه هو يناقش رأي أستاذه في هذا المجال حيث قال:
#إنّ كونه [أي الراوي] في إسناد تفسير القمي لا أثر له؛ والوجه فيه: إنّا نرى جملة من الملاعين الكذابين في إسناده، أخبثهم عائشة لعنة الله عليها [على حدّ تعبيره] فيصير كلامه‌ وتوثيقه مجملاً؛ إذ كيف يمكن أن يشمل التوثيق مثل عائشة[؟!] وكيف يمكن أن لا يكون مثل القمي عارفاً بحال مثل عائشة [؟!] فلا يمكن الأخذ بعموم كلامه وظاهر مقالته» [مصباح الناسك في شرح المناسك: ج1، ص50].
#أقول: فهل عرفتم من هو الذي يقف وراء هذه الحركات الافراطيّة في داخل الجسم الشيعيّ؟! وهل صدّقتم كيف تنطلي الأكاذيب علينا فننساق من دون تبيّن؟! ولماذا تمنعون الآخرين من إبداء رأيهم ما دام لديهم حجّة حوزويّة مرجعيّة؟!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...