زينب وقبورها المتكثّرة!!

#من حقّي أن أسأل هذا السّؤال: إذا كانت زينب بنت عليّ كما يقول المرحوم الخوئي: «شريكة أخيها الحسين “ع” في الذّب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدّها سيد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنّها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنبئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبابرة، ولا تخشى غير الله سبحانه، تقول حقاً وصدقاً، لا تحرّكها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقّاً هي أخت الحسين “ع”، وشريكته في سبيل عقيدته وجهاده». [معجم رجال الحديث: ج24، ص219].
#أقول: إذا كانت زينب بهذه المواصفات فما بال أولاد وأحفاد أخيها الحسين بن عليّ “ع” أعني السجّاد والباقر والصّادق وبقيّة الأئمّة المعروفين “ع” لم يحثّ ولا واحد منهم شيعته على زيارة قبرها ولو برواية يتيمة واحدة ضعيفة مثلاً؟! وما بالهم لم يُرشدوا النّاس إلى محلّ قبرها لكي يعلِّموه ويُكثروا زيارته ويقطّعوا الأيدي والأرجل في طريقه؟!
#هذا وغيره يؤكّد ما ذهب إليه المرحوم محسن الأمين المتوفّى سنة: “1371هـ” حينما قال: إنّ القبور المنسوبة لزينب في الشّام ومصر من المشهورات [المتأخّرة] الّتي لا واقع لها [أعيان الشيعة: ج5، ص17ـ18؛ ج7، ص136، ط دار التّعارف]؛ فإنّ ثبوت دخلوها للمدينة يقينيّ مسلّم، أمّا خروجها منها من دون أيّ مبرّرات معلومة ومرويّة ومعتبرة فدون الوهم أيضاً، نعم؛ حينما تحوّل القبر في أيّامنا إلى مقدّس مذهبي في إطار تحالفات سياسيّة معيّنة، وجُيّشت الجيوش، وعزفت الأناشيد، وخصّصت الأموال، وبُذلت الأنفس من أجله، أضحى الوهم العلميّ حقيقة مذهبيّة، لكنّ هذا مطلباً آخر لا يعني الباحث العلميّ بالمرّة، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر