استغرب كثيراً حينما أرى بعض المؤمنين ينزعج ويُستفزّ وتنتفخ أوداجه حينما يقرأ نصوصاً روائيّة صحيحة بالاتّفاق بين عموم علماء الإسلام والمذاهب تتحدّث عن اهتمام الرّسول بالجنس وعنايته الّلافتة، ويرونها من الموضوعات المنحولات الّتي تهدف إلى إسقاط الرّسول ورمزيّته، وقد نسوا أو تجاهلوا أو جهلوا: أنّ الرّسول الخمسينيّ والسّتّيني قد ارتبط بما يزيد على الخمس عشرة امرأة وبأعمار مختلفة أيضاً، وقد انعكست تداعيات هذا الأمر وآثاره المقلقة جدّاً على القرآن والحديث والسّيرة والمسيرة.
لهذا نجد من الضّرورة بمكان أن نعكف على التّمييز ما بين الرّسول في أذهانهم وتمنّياتهم وأحلامهم، وما بين الرّسول كما كشفت عنه صحاح النّصوص ومحكمات الآيات، وعليهم أن يعرفوا: أنّ إسقاط هذه المعطيات المتّفق عليها هو إسقاط لدينهم ومذهبهم بالكامل ولكن لا يشعرون، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.