رسالة كربلاء إلى العالم في الأربعين!!

10 نوفمبر 2017
1844

#كنت انتظر كغيري في هذا اليوم أن أسمع من السّادة ممثّلي المرجعيّات الدّينيّة في كربلاء بياناً دقيقاً عميقاً محرّراً مكتوباً يحمل رسالة إلى ملايين الزّوار الّذين توجّهوا مشياً إلى كربلاء؛ بغية توجيههم وتعليمهم وتصحيح مساراتهم الدّينيّة والأخلاقيّة، وكنت انتظر كغيري أيضاً أن أسمع رسالة هؤلاء الزّوار إلى العالم الّذي يراقبهم ويرى زحفهم منذ أسابيع، وذلك من خلال منبر الجّمعة الّذي تتحكّم بمفرداته مرجعيّة النّجف العليا والموازية أيضاً؛ إذ من حقّ أيّ منصف في العالم أن يسأل ويقول: تُرى ما هو الشّيء الّذي يحرّك العراقيّين إلى الزّيارة رغم المخاطر الجّسيمة الّتي تحفّ طريقهم؟! وما هو الشّيء الّذي يدعوهم إلى صرف ملايين الدّنانير لتقديم ما لذّ وطاب من أنواع الطّعام والشّراب في هذه المسيرة، وفي نفس الوقت نجد مدارسهم ومستشفياتهم وعموم مؤسّساتهم التّعليميّة والخدميّة في وضع مزرٍ مخيّب؟!
#أجل؛ كنت انتظر ذلك لكنّي تفاجئت بخطاب ارتجاليّ هزيل للأسف الشّديد، ليس لكونه لا يرقى إلى مستوى هذا اليوم وهذه الزّيارة فحسب، بل حمل قصصاً وأساطير يُدّعى إنّها وقعت في نفس الزّيارة كان ينبغي على ممثّلي المرجعيّات أن يجلّوا منبر الجّمعة عن ذكرها حتّى وإن كانت صحيحة الأسناد وقويّة الدّلالة في نظرهم، خصوصاً وإنّ المرجعيّة العليا أوصت الخطباء في وقت سابق على ضرورة: «أن يترفّع المنبر عن الاستعانة بالأحلام وبالقصص الخياليّة التي تسيء إلى سمعة المنبر الحسيني وتظهره إنّه وسيلة إعلاميّة هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثّقافي للمستمعين»، فإذا كانت أمثال هذه القصص لا تسيء إلى المنبر في نظركم الشّريف فالآخرون يعتقدون بأنّ ما يطرحونه لا يسيء أيضاً، وإذا كان الغرض منها إبكاء النّاس فغيركم يطرحها لإبكاء النّاس كذلك، فلماذا باؤكم تجرّ وباء الآخرين لا تجرّ، حقّاً إنّها قسمة ضيزى!!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...