#لكي تصدّق بكذب ووهن وعدم واقعيّة جملة من إجماعات الطّائفة الاثني عشريّة المُدّعاة على مقولة فقهيّة أو عقائديّة ما، وبذلك تقف على مستوى استقصاء وتتبّع المؤسّسين الاثني عشريّة، وتضع علامات استفهام طويلة عريضة عليها بعيداً عن لغة الجمع مهما كان أولى من الطّرح، فما عليك إلّا أن تُراجع كلماتهم في تحديد الصّلاة الوسطى في الآية الّتي تقول: «حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى». [البقرة: 238].
#فقد ذهب السيّد المرتضى المتوفّى سنة: “436هـ” إلى أنّها صلاة العصر مدّعياً قيام الإجماع على ذلك وله نصوص روائيّة تؤيّد مدّعاه، لكنّ تلميذه شيخ الطّائفة الاثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” ذهب إلى أنّها صلاة الظّهر مدّعياً قيام الإجماع على ذلك أيضاً وله نصوص روائيّة تؤيّد مدّعاه كذلك. [لاحظ: رسائل المرتضى، المجموعة الأولى: ص275، تحقيق: أحمد الحسيني، الخلاف: ج1، ص89، ط شركة دار المعارف الإسلاميّة؛ ج1، ص294ـ295، ط مركز النّشر الإسلامي].
#وهنا اسأل نفسك هذا السّؤال البسيط: إذا كانت السّماء مهتمّة ومكترثة وجادّة في كتابة القرآن ودستوريّته الدّينيّة الدّائميّة فلماذا لم تحرص على استبدال مفردة الوسطى بمفردة واضحة محدّدة لا تقبل التّأويل والاختلاف، وبذلك يصحّ لها الاحتجاج على عبيدها في ضرورة المحافظة على الصّلاة الوسطى والّتي هي إمّا الظّهر أو العصر أو أيّ صلاة أخرى مثلاً؟!
#هذا وغيره من الشّواهد الكثيرة تؤكّد على مختارنا القاضي بأنّ السّماء لم تكن في وارد الاهتمام بكتابة القرآن، ولا دستوريّته الدّائميّة أيضاً، ولهذا رحل رسول الإسلام إلى ربّه ولم يكتب أو يجمع القرآن، وإنّما كُتبت وجُمعت النّسخة المتداولة من القرآن في سياق بدعة طرحها الخليفة عمر بن الخطّاب، والّتي مرّت بتطوّرات شكليّة كثيرة حتّى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، ولو كانت مهتمّة وجادّة في مثل هذا الأمر لبادرت وكتبت وجمعت وأحكمت أمرها ولو على مستوى تحديد الألفاظ بنحو قاطع للشّركة وللضّلال، ومن غير ذلك فلا يمكن لها الاحتجاج على عبيدها بنصٍّ مذبذبٍ تتقاذفه الظّنون والاحتمالات، متأرجحٍ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ودعوى: أنّ السّماء هي من أرادت ذلك فاسدة جدّاً؛ لأنّ ما فرضته كتاب هداية ونور ما عاد كذلك، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#القرآن_البعدي
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3241750169280618