خروج الكافر بالإجبار إلى القتال لا يمنع من قتله!!

لا يخفى عليك: أنّ الإسلام الّذي طرحه الرّسول في المدينة ومرّت وخُتمت حياته على أساسه، وفي ضوئه قامت سيرة الإسلام ومسيرته، وكُتبت البحوث والفتاوى وفقه بعده… يخيّر ما يُصطلح عليه بالكافر المحض بين الإسلام والذّبح، سواء أ كان هذا الكافر قد خرج إلى قتال المسلمين، أو كان مسالماً جالساً في بيته، هذه مسلّمة دينيّة ومذهبيّة معروفة.

وفي ضوء ذلك يشكل جدّاً الالتزام بتبرير أنّ الرّسول إنّما مَنع من قتل بني هاشم في واقعة بدر لإكراههم من قبل سادة قريش على الخروج؛ وذلك لأنّ ذلك الإكراه ـ لو تمّ ـ فلا يفضي إلى رفع السّيف عنهم في حالة عدم إيمانهم بالإسلام، ولم يثبت في محلّ ما عندهم أنّ أقرباء الرّسول خارجون عن إطلاقات أو عمومات هذه المسلّمة، ببيان: عدم جواز إجبارهم على الإسلام ولا قتلهم وسبيهم واسترقاقهم ما داموا لم يُقاتلوا مسلماً، بل الإطلاقات والعمومات محكّمة في المقام.

الّلهم إلّا أن يُقال كما قيل أيضاً: إنّ المشرّع نفسه قيّد هذه الإطلاقات والعمومات في واقعة بدر، وأخرج بني هاشم من دائرتها، لكنّ الالتزام بذلك يفتح أبواباً من الأسئلة الّتي لا تنتهي إلّا بالسّيف، ولهذا ثارت ثائرة بعض الصّحابة حينما سمعوا ذلك، ونصّوا على أنّ الحيلولة دون قتل بني هاشم والدّعوة لقتال آبائهم وإخوانهم وعشائرهم مُثير ولافت ومستفِزّ جدّاً، فتحوّلت المسألة إلى التّهديد بالسّلاح بعد أن عادت إلى العاطفة المحضة، وانتهى كلّ شيء، فتأمّل في هذه السّطور قليلاً وحاول أن تموضع الأمور في نصابها، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3643586279097003