#حينما تطرح فكرة معزّزة بالشّواهد تحتمل إنّ مؤسّسي المذهب الشّيعي الإثني عشري في القرن الرّابع الهجري قد وقعوا في فخاخ مجموعة من الأشخاص والأوهام حينما نظّروا لبعض أمّهات المقولات العقائديّة والفقهيّة مثلاً، يبادر بعض البسطاء فوراً حانقاً غاضباً: هل يُعقل أن يقع أمثال أولئك المشايخ الكبار والّذين تقطر جباههم إيماناً وعقولهم معرفةً في أمثال هذه الفخاخ، وأين ذهبت العناية السّماويّة والّلطف الإلهي بالفرقة المحقّة؟!
#ولكنهم يتناسون أنفسهم بالمرّة وكأنّ على رؤوسهم الطّير دون أن يحتملوا ولو عشر معشار هذا الاحتمال: حينما ينصّون بملأ أفواههم على ارتداد عموم النّاس بعد رحيل محمد “ص” إلّا ثلاثة [الباقر “ع”، رجال الكشّي: ص51]، وكأنّ أصحاب بيعة الرّضوان والشّجرة والّذين ضحّوا بالغالي والنّفيس في سبيل محمد “ص” ورسالته قد وقعوا في فخاخ أبي بكر وعمر وزووا الخلافة عن أصحابها زوراً وبهتاناً، فأين ذهبت العناية السّماويّة والّلطف الإلهي بأكثر من مليار مسلم ممّن يقدّسون هذه الرّموز ويتعبّدون الله عن طريقهم، فلماذا يُعدّ توظيف هذه السّذاجة هنا حلال وهناك حرام؟!
#ما أودّ قوله في إجابة أمثال هذه الأفكار الساذجة: لا مجال لزبيبة الصّلاة وطول الّلحية والمسبحة والعناوين الكبيرة وأضرابها في ميدان البحث العلمي؛ فقيمة هذه الأمور بقيمة الدّليل الّذي يُقام عليها؛ فإن وجد ذهبنا صوبه وحلّلناه وفتّشناه وقدّرناه وإن صدر من شخص لم يعتد على تسبيحات الزّهراء “ع” في صلاته، وإن فُقد فلا قيمة لمن يسعى تمرير مقولاته على السُذّج دون دليل وبرهان حتّى وإن تبتّل في محرابه سبعين سنة من غير انقطاع، فتأمّل ولا تعر عقلك لتجارة غيرك!!