حقيقة النّاصبي في نصوص الأئمّة المؤسّسين!!

#إذا سألنا فقيهاً اثني عشريّاً مسلّم الفقاهة كالشّهيد الثّاني المستشهد سنة: “966هـ” عن المراد من النّاصب الّذي يحكم الفقه الاثنا عشريّ بكفره ونجاسته… إلخ من أحكام معروفة، فسيجيبنا بوضوح العبارة مستنداً في ذلك إلى النّصوص الرّوائيّة المعتبرة عندهم فيقول: «المراد به من نصب العداوة لأهل البيت “ع” أو لأحدهم، وأظهر البغضاء لهم صريحاً أو لزوماً، ككراهة ذكرهم، ونشر فضائلهم، والإعراض عن مناقبهم من حيث إنّها مناقبهم، والعداوة لمحبّيهم بسبب محبّتهم».
#وأفاد أيضاً: «وفي بعض الأخبار: أنّ كلّ من قدّم الجبت والطّاغوت [أبو بكر وعمر] فهو ناصب، واختاره بعض الأصحاب؛ إذ لا عداوة أعظم ممّن قدّم المنحطّ عن مراتب الكمال، وفضّل المنخرط في سلك الأغبياء الجُهّال، على من تسنّم أوج الجلال، حتّى شُكّ في أنّه الله المتعال، والله أعلم بحقيقة الحال». [روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان: ج1، ص460؛ 461، المطبوع ضمن موسوعة الشّهيد الثّاني].
#وهنا نسأل: إذا أردنا الانسياق مع التّعريف الأوّل للنّاصبي فمن هو المسلم غير الاثني عشريّ الّذي يرغب بذكر فضائل ومناقب أهل البيت المعروفين الواردة في صحاح الكتب المعتبرة عند الاثني عشريّة، ومن هو الّذي يؤمن بعلمهم وفضلهم الّذي تتحدّث عنه هذه الكتب ومرويّاتها فضلاً عن إمامتهم الإلهيّة الاثني عشريّة؟!
#لا شكّ في أنّ جميع المسلمين ـ بل بعض الشّيعة الاثني عشريّة أيضاً ـ سيضحون من أوضح مصاديق النّصب، وبالتّالي: فهم كفّار نجسون دون شكّ وريب وفقاً لمقاييسهم، نعم؛ يلتفّ الفقهاء الاثنا عشريّة المعاصرون على هذا الحكم بعدم التعرّض لتحديد مفهوم النّاصبي في رسائلهم العمليّة بشكل واضح ومحدّد، ويكتفون بذكر حكمه الفقهي فقط، وهذا ناتج من طريقتهم المعروفة في التقيّة لا غير.
#أمّا إذا أردنا الانسياق مع التّعريف الثّاني للنّاصبي، فهل سيبقى مسلم في هذه الدّنيا غير ناصبيّ؟!
#اعتقد أنّنا بحاجة إلى مراجعة فاحصة للأسباب الحقيقيّة الّتي دعت إلى هذا الاحتقان الطّائفي البغيض بين المسلمين، ولا شكّ في أنّه يعود بالدّرجة الأولى ـ ولو في جانبه الشّيعي الاثني عشريّ ـ إلى نصوص الأئمّة المؤسّسين ومخلّفاتها، والّتي ركّزت وعمّقت فكرة تكفير الآخر ، وبقي الفقهاء الاثنا عشريّة أوفياء جدّاً إلى هذا النّمط من التّكفير وإن قاتل المعاصرون منهم لأجل تلطيفه وتحجيمه من ضيق الخناق وأظهروا غيره تقيّةً، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

 

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3264739043648397