#تبدّل الآراء على نحوين:
#الأوّل: تبدّل آتٍ من اكتشاف دليل جديد لم يكن مكتشفاً سابقاً.
#الثّاني: تبدّل آتٍ من اكتشاف دليل أو معطيات لم يكن الشّخص مطّلعاً عليهما.
#والأوّل محمود دون إشكال، لكنّ الثّاني مذموم بشدّةٍ ويكشف عن جهل صاحبه أيضاً؛ إذ لو كان عالماً ومحقّقاً لاستوفى البحث قبل إصدار النّتيجة، وفحص فحصاً أكيداً ولعثر عليهما [الدّليل والمعطيات]، خصوصاً إذا كان مثل هذا الدّليل أو مقدّماته ومعطياته الّتي أوصلت إليه متوفّرة بوفرة واضحة لمن له أدنى متابعة للحقل الّذي تنتمي إليه.
#والمؤسف: إنّ معظم التبدّلات الّتي يحسبها بعض المعاصرين ميزةً وكمالاً هي من النّوع الثّاني المذموم؛ والّتي تكشف عن أنّ صاحبها لم يكن مستوفياً لأصول البحث وشرائطه منذ البداية، ولو كان محقّقاً بالحمل الشّائع لما غابت عنه.
#نعم؛ قد يتمنّع الباحث عن ذكر رأيه صراحة في ظلّ ظروف قاهرة ويتحيّن الفرصة الموضوعيّة المناسبة لطرحه، لكنّ هذا يتوقّف على مجموعة أمور أهمّها: توفّر أرضيّة واضحة في تراثه السّابق لما يخشى من طرحه في ظروفه الّتي طرحه فيها، لا أن يكون تراثه السّابق يتناقض تمام التّناقض مع ما يطرحه حالياً، ويُريد في الوقت نفسه: أن يغرّر بالآخرين بدعوى التّجديد والإبداع والتّحوّلات، فتأمّل كثيراً.
#ميثاق_العسر