من المعيب جدّاً: أن تفترض نفسك مؤمناً بإمامة الصّادق الفقهيّة والدّينيّة والإلهيّة، ومع هذا كلّه حينما تسمع روايةً عنه تحمل مضموناً خرافيّاً ـ في قناعتك ـ تبدأ بالاستهزاء والضّحك وإنكارها على الفور، وتبرّر ذلك قائلاً: من المحال أن يصدر من إمامي الصّادق ذلك؛ فهي من وضع الرّواة الكذّابين لتشويه سمعته وإسقاط مكانته!! رغم أنّها قد توفّرت على شروط الصحّة والاعتبار عند أهل الفنّ المعتمدين ورواها الأكابر الّذين أخذت دينك عن طريقهم.
حقّاً أنّك تعيش حالة من الجهالة والسّذاجة والحمق؛ لأنّك في الحقيقة والواقع: مُنكر لإمامة الصّادق الحقيقي الّذي حدّث عنه هؤلاء الأكابر من الرّواة والمعتمدون لدى مشايخ الطّائفة، وتؤمن بصادق رسمته أحلامك وتمنّياتك ومثاليّتك وورديّتك لا غير.
وعلى هذا الأساس أقول: حينما تقرأ رواية بهذه المواصفات فلا خيار لك: إمّا أن تؤمن وتسلّم بمضمونها وتردّ علمها إلى أهلها كما هي طريقة العلماء المؤمنين حقّاً بإمامة الصّادق، وإمّا أن تجعلها ـ هي وما يضاهيها ـ خير منبّه على ضرورة إعادة النّظر بإمامة الصّادق من رأس؛ فهذه هي قواعد العلم لا قواعد التّهريج، فافهمها جيّداً ولا تذهب بك المذاهب فتجعل أحكام صادق الأحلام والتمنّيات إلى صادق الواقع والحقيقة، وتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.