بناء الأوطان وبناء المذهب ضرّتان!!

#قبيل سقوط النّظام العراقيّ البعثي السّابق، وعلى مأدبة غداء في مدينة قم الإيرانيّة تحديداً، جمعتنا الصّدفة مع أحد قيادات الأحزاب العراقيّة المعروفة، فحدّثنا وهو نادم جدّاً على مستوى وعيه حينها فقال: حينما كنت في شمال العراق أوائل تسعينيّات القرن المنصرم كنت أنظر إلى الشّاحنات المحمّلة بأنواع الحديد والصّلب وغيره وهي تنقلها من العراق إلى إيران، أنظر إليها وأنا فرحٌ مبتهجٌ جدّاً اتنفّس الصّعداء؛ لأنّها غنائم تُسهم في انتصار الإسلام والمسلمين!!
#وفي الحقيقة: إنّ هذا الّلون من التّفكير المذهبي المؤسف يُعدّ خطأ جسيماً وفادحاً دفع العراق والعراقيّون ولا زالوا أثماناً باهظة في سبيله، ونُهبت مقدّراتهم وإمكانيّاتهم ومواردهم تحت عناوين فقهيّة مذهبيّة بائسة؛ فرغم تقديرنا البالغ للأخوة الإيرانيّين، واحترامنا الجليل لبلدهم وحرصهم على تطوير تجربته المذهبيّة، لكنّ ما نتمنّى على جميع الفصائل والأحزاب السّياسيّة أن تعيه هو: أنّ الأوطان لا تُبنى بهذه الطّريقة البتّة، وما لم نعزل طريقة بناء الأوطان عن طريقة بناء المذاهب فلن نجني غير مزيد من الدّماء والخراب والفساد والأحقاد، هذه حقيقة يجب أن نفهمها ولو بعد مرور ستّ عشرة سنة من سقوط النّظام، وهي مسلّمة وطنيّة عميقة لا يعيها إلّا الوطنيّون، فليُتأمّل فيها كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر