أكثر ما يُضحكني هو ذلك الرّأي الّذي يقول: إنّ معنى قطع يد السّارق في القرآن هو عزله اجتماعيّاً وليس البتر المعروف؛ وكأنّ عقوبة قطع يد السّارق عقوبة مستحدثة، وقد حار رسول الإسلام وأصحابه والأئمّة من بعده في أصل تطبيقها، فذهب بعضهم إلى سجنه ومال آخرون إلى قطع أظافره!! ولا توجد هناك سيرة قطعيّة للمسلمين متّصلة بعصر الرّسالة تتحدّث عن هذا البتر المعروف!!
#والّذي يدعو أمثال هؤلاء ـ والّذين يجهلون تاريخ القرآن والإسلام والفقه وأحكامه ـ إلى مثل هذا القول هو توهّمهم: إنّ القرآن بصيغته الواصلة قد نزل بسلّة سماويّة مذهبّة، ولم يكن قد نزل أو صدر في فترة نيّفت على العشرين سنة لأسباب كان الرّسول هو المسؤول الأوّل والأخير عن رسم الموقف الدّينيّ منها، ولهذا يهربون للأمام بأمثال هذه التّأويلات التعسفيّة المثيرة للشّفقة؛ لأنّهم يجدون فيها أفضل منفذ للتّربيت على عقائدهم الّتي ولدوا عليها، فتأمّل كثيراً كثيراً وإيّاك أن تفصل القرآن الصّوتي عن شخصيّة وسلوك ونصوص طريقه الحصريّ الّذي تحمّل مسؤوليّة إيصاله أو إلقائه، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3464297193692580