#شئت أم أبيت؛ رضى مراجع تقليدك أم أظهروا غير ذلك؛ فهذه هي النّظرة المتوافرة عند جملة كبيرة من نخب الآخر عن المذهب الشّيعي الإثني عشري في عصر التأسيس، وعليه: فإمّا أن تختار طريق تكريس هذه النّظرة وتعميقها عندهم من خلال فضائيّاتك وحسينيّاتك وحوزاتك ومسيراتك وطقوسك وإفراطيّتك…إلخ، وإمّا أن تختار طريق التمذهب العقلاني فتعيد النّظر في […]
#شئت أم أبيت؛ رضى مراجع تقليدك أم أظهروا غير ذلك؛ فهذه هي النّظرة المتوافرة عند جملة كبيرة من نخب الآخر عن المذهب الشّيعي الإثني عشري في عصر التأسيس، وعليه: فإمّا أن تختار طريق تكريس هذه النّظرة وتعميقها عندهم من خلال فضائيّاتك وحسينيّاتك وحوزاتك ومسيراتك وطقوسك وإفراطيّتك…إلخ، وإمّا أن تختار طريق التمذهب العقلاني فتعيد النّظر في مقولاتك المذهبيّة وتمنحها بُعداً أخلاقيّاً قرآنيّاً محكماً، والأمر إليك في الاختيار… أجل؛ لا شكّ في تحفّظنا الكبير على النّص أدناه والمرتكز على جملة من الأخطاء والأوهام، لكنّنا لا نخفي تناغمنا معه في بعض الحقائق خصوصاً حينما نقرأ سياقات بعض الرّواة بتجرّد، على إنّ مفتاح حلّ هذه الأزمات ونظيراتها هو: إعادة النّظر النّاقدة والفاحصة في عموم موروثنا الشّيعيّ الإثني عشري بمختلف تفاصيله، أمّا طريقة أنصر أخاك ظالماً ومظلوماً انسياقاً مع الواهمة المذهبيّة فهو منطق الأحبار والرّهبان المذموم؛ فلا تلغي عقلك وتنساق معه، والله من وراء القصد.
#قال أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام: «والحقّ إنّ التّشيّع كان مأوى يلجأ إليه كلّ من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهوديّة أو نصرانيّة أو زرادشتيّة وهنديّة، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج من مملكته، كلّ هؤلاء كانوا يتّخذون حبّ أهل البيت ستاراً يضعون وراءه كلّ ما شاءت أهواؤهم؛ فاليهوديّة ظهرت في التّشيّع بالقول بالرّجعة، وقال الشّيعة: إنّ النّار محرّمة على الشّيعي إلّا قليلاً، كما قال اليهود: لن تمسّنا النّار إلّا أيّاماً معدودات، والنّصرانيّة ظهرت في التّشيّع في قول بعضهم: إنّ نسبة الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه، وقالوا: إنّ الّلاهوت اتّحد بالنّاسوت في الإمام، وإن النّبوّة والرّسالة لا تنقطع أبداً فمن اتّحد به الّلاهوت فهو نبيّ، وتحت التّشيّع ظهر القول بتناسخ الأرواح وتجسيم الله والحلول، ونحو ذلك من الأقوال الّتي كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس من قبل الإسلام، وتستّر بعض الفرس بالتّشيّع وحاربوا الدّولة الأمويّة، وما في نفوسهم إلّا الكره للعرب ودولتهم…» [فجر الإسلام: ص324].