#أجريت اختباراً أخلاقيّاً وعلميّاً ودينيّاً بسيطاً للمتابع الموالي المذهبي، فوضعت نصّاً لأحدهم ـ دون أن أذكر اسمه ـ يتحدّث عن الكثرة الكاثرة لزيجات الحسن بن عليّ “ع” وتسرّيه، ويختار وجهاً للجمع بينها، وقد رأيت أنّ الأعمّ الأغلب يتحدّث بأسلوب غير علميّ، ويتهجّم عليه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، انسياقاً مع الثّقافة المنبريّة المسموعة الّتي ولدوا وتعوّدوا عليها، ومن غير أن يسألوا أنفسهم سؤالاً واحداً بسيطاً هو: تُرى هل كان صاحب هذا النصّ جاهلاً ينصب العداء لأهل البيت ولا يعرف كوع العلم من بوعه، ولماذا آمن بهذه النّصوص ولم يُنكرها كما يُريد المذهبيّون؟!
#صاحب النصّ الّذي نقلته هو أفضل آل الصّدر في ميدان التّحقيق والببلوغرافيا الاثني عشريّة، وهو عالم جليل يعترف بعلمه وجلالة قدره الكبار، خريج مدرسة سامرّاء المرحوم حسن الصّدر المتوفّى سنة: “1354هـ”، ولا اعتقد أنّ مهتمّاً بهذا الشّأن يجهل اسمه وتراثه، وهو الّذي أمر السيّد السّيستاني بعضهم بضرورة طباعة كتابه المعروف “تكملة أمل الآمل”؛ لأنّ السّيستاني وأمثاله يعرفون قيمة هذا الرّجل وقيمة منجزاته، وما قمت بنقله يعود لأحد كتبه المخطوطة الّتي وصفها بنفسه قائلاً: كتاب وحيد في بابه.
#وعلى هذا الأساس أقول: هل تتصوّر أنّ عالماً مدقّقاً بوزن المرحوم حسن الصّدر كان لا يفقه بالحديث والرّواية، ويتأثّر بالرّوايات المدسوسة والمعادية الّتي يحلو لبعضهم جهلاً وجهالةً تسميتها، أمّ أنّ الرّجل ملتزم بضوابط منهجيّة وحديثيّة، ومع وجود هذه الضّوابط في النّصوص الرّوائيّة والحديثيّة فلا طريق له إلّا قبولها والرّضوخ والتّسليم لها، وليست القضيّة مزاجيّة وانتقائيّة كما يُريد بعضهم تعميمها، ويكرّر عليك هراء العرض على الكتاب وهل يُعقل ذلك وما شابهها من حكايات ساقطة في سوق العلم.
#أردت من خلال هذا الاختبار البسيط: إيضاح أنّ معظم النّاس ـ مهما ادّعت العلميّة والموضوعيّة والتجرّد ـ لا تنظر إلى ما قيل على الإطلاق، وإنّما تنظر في الغالب إلى من قال، ولهذا لو كانوا قد عرفوا أنّ صاحب هذا النصّ مرجع تقليدهم لصمت الجميع صمتاً مطبقاً ولم يفتحوا أفواههم، ولو عرفوا أنّه من آل فلان وآل فلان لما نبسوا ببنت شفة أيضاً، أمّا لو كان شخصاً مغموراً فسيكون الهجوم عليه حتميّاً على طريقة “المكروهة وجابت بنت”، ولهذا علينا أن نسعى جاهدين لقيادة مسيرة النّاس نحو صراط العلم لا التّجهيل، بعيداً عن الأشخاص والعناوين، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر