المراجعة الفقهيّة ضرورة دينيّة ومعرفيّة

27 أكتوبر 2016
1549

لو قُدّر لنا اختیار خمسةٍ من فضلاء الحوزة العلميّة (المتنوّرين)، ممّن أتقنوا الدرس الفقهيّ الحوزوي (التقليدي)، وانفتحوا في نفس الوقت على التراث الفكري للآخر السنّي، والحداثوي، ومن ذوي الأقلام المُشرقة والفكر النافذ، والالتزام الديني والأخلاقيّ العميق… ووفّرنا لهؤلاء الخمسة ولأُسرهم: حدّ الكفاف من الإمكانيّات الماديّة التي يحتاجونها في حياتهم؛ بحيث لا تشغل بالهم مرارة القوت اليومي والسكن والتعليم…الخ من مشاكل الحياة اليوميّة التي هي الشغل الشاغل لأغلب طلّاب الحوزة العلميّة… لو قُدّر لنا هذا الأمر وأعطينا لكلّ واحد منهم ـ على سبيل المثال ـ ملّفاً (فقهيّاً) يتميّز به مشهور فقهاء الطائفة الشيعيّة عن غيرهم، وطلبنا منهم مراجعته وتفحّصه وتدقيقه بعلميّة، وموضوعيّة، وتجرّد تامّ، بعيداً عن الملاحقات الحوزويّة (الإثباتيّة)، وبعيداً عن الثقافة المذهبيّة الاجتماعيّة، فماذا تتوقّع أن تكون نتائج هؤلاء الفضلاء؟!
اعتقد إن كثيراً من فضلاء الحوزة العلميّة لديهم قناعات دينيّة وكلاميّة وفقهيّة… تختلف عن التوجّه الشيعيّ العامّ في كثير من مفرداته أو في بعضه على أقل التقادير، لكن السياقات الحوزويّة: الاجتماعيّة، والنفسيّة، والماليّة، تمنعهم من البوح بها، أو التفرّغ لمراجعتها، أو المخاطرة في طرحها، وكما قيل: توضيح الواضحات من أصعب المشكلات.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...