#لا أخفيك سرّاً: بأنّ مخاطبي الأوّل والأهمّ في نقدي لتراث المرحوم الشّهيد محمّد الصّدر هم الطّبقة المثقّفة والواعية من أنصاره ومحبّيه مهما قلّ حجمهم وتضاءل تأثيرهم، لا من يُصطلح عليهم في الأوساط بـ “القافلين” على عشقهم إيّاه وتقليدهم له ممّن يتعاملون مع مسائل العلم وقضايا التّقليد بطريقة عشائريّة محضة، ولا من عشقه وقلّده تبعاً للزّاد والراحلة ولم يستنر بنور العلم يوماً لكي يسمح لنفسه بالتّفكير باحتمال خطئه فضلاً عن التّصديق بذلك، وإنّما حصرت مخاطبتي بهذه الطّبقة لأنّها ما قلّدته إلّا عن حجّة، وما عشقته إلّا عن قناعة، وعلى هذا الأساس: فإذا لاح لها في الأفق خلاف ذلك فلن تتردّد في إعادة النّظر في قناعاتها القبليّة والحاليّة حتّى ولو سمعوا ذلك من طرف لا يؤمنون بدينه ولا بورعه ما دام كلامه يركن للدّليل والبرهان.
#على أنّني لا أهدف إلى دعوتهم للعدول عن تقليده، ولا إلى تقليد غيره أيضاً؛ فهذه أمور تعنيهم ولا تهمّني بالمُطلق، بل أنا من الذّاهبين إلى عدم وجود أيّ دليل على وجوب التّقليد بصيغته الإثني عشريّة المعاصرة والمتداولة وهذه قيود احترازيّة مهمّة، بل تمّ الدّليل عندي على العدم كذلك، فلا يسخّف وعيك ساذج هنا أو جاهل هناك ويصوّر لك غير ذلك، وعلى الإنسان أن يُراجع مسيرته دوماً، ويصحّح أخطاء الماضي بطريقة فاعلة، لكن ليس بالوقوع في خطأ آخر، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر