المتعة منفذ المراجع الجُدد!!

#استغلّ ويستغلّ جملة من الطّامحين بالمرجعيّة ـ ولبسط نفوذهم ووصايتهم على طبقة خاصّة من الشّباب ـ حكاية المتعة للوصول إلى ذلك، ولأجل هذا ثقّفوا ويثقّفون بشدّة على المتعة في الأوساط الجامعيّة تحت ذريعة إخراجهم من الحرام إلى الحلال، وهذا الأمر مؤسف للغاية؛ فالمتعة المذهبيّة في الواقع الاجتماعي لا تختلف عن الممارسات الأخرى المعروفة على الإطلاق مهما زوّقناها بألف رواية، وتزداد الأزمة أكثر وأكثر حينما يفتي المرجع بجواز الاقتراب الجنسي من غير المكان المعهود للعذراء أيضاً من دون أذن وليّها، فيحصل ما يحصل ويقع ما يقع، و “تُسربت” وتسرّح البنت بعد ذلك، وكأنّ شيئاً لم يكن!!
#وفي قناعتي: إنّ المسؤول الأوّل والأخير عن ترويج مثل هذه الظّواهر هو تلك النّصوص الّتي حثّت على المتعة بمختلف الطّرق والوسائل، وصرّح بعضها أنّ ذلك عداءً لمن سمّوه زفراً، ويقصدون منه الخليفة الثّاني، بل جاء في بعض النّصوص تحريض واضح على تكريس ظاهرة البغاء وبيوت الدّعارة أيضاً تحت ذريعة إخراجها من الحرام إلى الحلال، من قبيل: ما رواه شيخ الطّائفة الاثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” بإسناده الصّحيح عنده، والمعتبر عند غيره من دون ذيل الرّواية، عن إسحاق بن جرير، إنّه قال:
#قلت لأبي عبد الله [الصّادق] “ع”: إنّ عندنا بالكوفة امرأة معروفة بالفجور، هل يحل لي أن أتزوجها متعة؟ فقال: رفعت راية؟ ‌قلت: لا؛ لو رفعت راية لأخذها السلطان، قال: نعم؛ تزوجها متعة، قال: ثمّ إنّه أصغى إلى بعض مواليه فأسرّ إليه شيئاً، قال: فدخل قلبي من ذلك شي، قال: فلقيت مولاه [بعد ذلك] فقلت له: أيّ شيء قال لك أبو عبد الله “ع”؟ قال: فقال لي: ليس هو شيئاً تكرهه، فقلت له: فأخبرني به؟ قال: فقال: إنّما قال لي: ولو رفعت راية ما كان عليه في تزويجها شيء؛ إنما يخرجها من حرام إلى حلال». [تهذيب الأحكام: ج7، ص485].
#بلى؛ لا يفرّق الواقع الاجتماعي المتديّن غير التّخصّصي في أيّامنا بين المتعة وبين غيرها من العناوين المحرّمة اجتماعياً، فلا تهرف بما لا تعرف وتضحك على نفسك، وما لا تقبله لنفسك وبناتك مع كونه من أبرز القُربات وعلامات الإيمان كما روّج أصحاب النّصوص لذلك، عليك ألّا تقبله لغيرك أيضاً، الّلهم إلّا أن تقول: إنّ المتعة مباحة لا مستحبّة وتتنكّر بذلك للنّصوص الكثيرة الّتي تؤكّد استحبابها بل يظهر من بعضها وجوبها ولو في العمر مرّة أيضاً، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر