#هناك من يحاول أن يسلّي نفسه، ويطيّب خاطرها، أو قل: يضحك عليها؛ وذلك حينما تنقل له رواية وردت في كتاب الكافي وهي صحيحة بالاتّفاق مثلاً، وقد عُمل بها، وأُفتي على أساسها، لكنّها في عرف العلم مهزلة ما بعدها مهزلة، فيقول لك في سياق هذه التّسليات: هذه موضوعة على الإمام، والإمام أجلّ من أن ينطق بمثل هذه الكلمات والمضامين، والكليني جاهل وضّاع كان يتسكّع في تجميع الرّوايات من أفواه الجاهلين والوضّاعين!!
#ليس لي في إجابة مثل هذه الهلوسات إلّا أن أقول: مؤسف أن أسمع مثل هذا الكلام من بعض الطّبقات المتعلّمة في واقعنا الاثني عشريّ، والّذين يعيشون أوهام الصّورة النمطيّة الغارقة في المثاليّة المرسومة في أذهانهم خطأً عن الإمام، ويُريدون تصحيح وتضعيف الأخبار عن طريقها، وكأنّهم يمتلكون قناة مباشرة لمعرفة الإمام والتّواصل معه غير الكليني وأضرابه.
#أمّا شخص الكليني فهو فوق حدّ الوثاقة عندهم، وكتابه يُعدّ وفق المنظومة الدّينيّة الاثني عشريّة الكتاب الحديثيّ الأوّل، واعتبار الكتاب لا يحتاج إلى بيان، ولهذا نصّ زعيم الطّائفة الاثني عشريّة المفيد المتوفّى سنة: “413هـ” في وصفه قائلاً: «وهو من أجلّ كتب الشّيعة وأكثرها فائدة». [تصحيح اعتقادات الإماميّة: ص70].
#كما قرّر تلميذه شيخ الطّائفة الاثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ”: «جليل القدر، عالم بالأخبار؛ ثقة، عارف بالأخبار، وله مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي». [الرّجال: ص439؛ الفهرست: ص393].
#كما نصّ النّجاشي المتوفّى كما هو المشهور سنة: “450هـ” في ترجمته قائلاً: «وكان أوثق النّاس في الحديث وأثبتهم، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يُسمى الكافي في عشرين سنة». [رجال النّجاشي: ص377].
#كما أنّ معظم مضامينه ـ سيّما الواردة عن الأئمّة المؤسّسين ـ لم تكن مستلّة من أفواه جهلاء هنا أو مجهولين هناك، وإنّما هي مأخوذة من كتب وأصول معروفة ومشهورة الانتساب لأصحاب الأئمّة وعلماء الشّيعة في ذلك الوقت، فتدبّر كثيراً قبل إطلاق كلامك ولا تكن من الجاهلين، فمن يتحمّل مسؤوليّة هذه النّصوص هم أصحابها لا غير، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3342751069180527