#روى الكليني بإسناده صحيحاً عن أبان بن تغلب الجّريري إنّه قال: سُئل الباقر “ع” عن مسألة فأجاب فيها، فقال له [السّائل]: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا! فقال له الباقر “ع”: ويحك فهل رأيت فقيهاً قطّ؟! إنّ الفقيه حقّ الفقيه: الزّاهد عن الدّنيا، الرّاغب في الآخرة، المتمسّك بسنّة رسول الله “ص”». [الكافي: ج1، ص70]. #وقد أفاد […]
#روى الكليني بإسناده صحيحاً عن أبان بن تغلب الجّريري إنّه قال: سُئل الباقر “ع” عن مسألة فأجاب فيها، فقال له [السّائل]: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا! فقال له الباقر “ع”: ويحك فهل رأيت فقيهاً قطّ؟! إنّ الفقيه حقّ الفقيه: الزّاهد عن الدّنيا، الرّاغب في الآخرة، المتمسّك بسنّة رسول الله “ص”». [الكافي: ج1، ص70].
#وقد أفاد صدر المتألهّين في شرحه لهذه الرّواية إنّ ما ذكره الباقر “ع” في كون الفقيه الحقيقي هو الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخر إنّما إشارة إلى ثمرة الفقه؛ حيث إنّ أصله العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر علماً يقينيّاً… ونقل بعد ذلك كلاماً في وصف الفقيه لأحد التّابعين على حدّ تعبيره حيث قال: [الفقيه هو]: «البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكافّ عن أعراض الناس، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم، ولم يذكر أحد ممن يُوثق بكلامه من السابقين فى جملة أوصاف الفقيه: الحافظ لفروع الفتاوى والمستحضر لأحكام الدعاوى والمعاملات، ولسنا نقول: إنّ اسم الفقه ليس متناولاً للفتاوى فى الأحكام العمليّة الظاهرة، بلى! ولكن على سبيل الاستتباع وبطريق العموم والشمول… فأنّ مثل هذا التخصيص الّذي شاع بين النّاس بعد القرون السابقة ضرب من التلبيس الّذي بعث الناس على التجرّد له والإعراض عن علم الآخرة وأحكام القلب وأحوال النفس، سيما وقد وجدوا على ذلك معيناً من الطبع». [شرح أصول الكافي: ج2، ص379].
#نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيّاكم من المتمسّكين بسنّة رسول الله “ص” #القرآنيّة، بعيداً عن تجاذبات الرّواة وميولاتهم الفكريّة الباطنيّة، وبعيداً عن المقولات #الافراطيّة في الكلام والعرفان وما يُسمّى بالفلسفة الإسلاميّة إنّه سميع الدّعاء.