#نتوهّم ونفسّر في جملة من الأحيان مفهوم الفطرة انسياقاً مع تربيتنا وتلقيننا الدّيني والمذهبي الّذي تربّينا عليه، ولهذا نحسب: أنّ زواج الأخ من أخته مثلاً مسألة تخالف الفطرة المودعة فينا، ونعدّ هذا الأمر من المسلّمات اليقينيّات الّتي لا نحتمل فيها الخلاف ولو بدرجة ضئيلة، ونرتّب آثاراً هائلة على هذا النّمط من التّفكير أيضاً.
#لكنّ الحقيقة ليست كذلك؛ ويجب أن نميّز بين ما ولدنا وتربّينا وترعرعنا عليه دينيّاً ومذهبيّاً وبين الفطرة الّتي قد تطابق هذه الأمور وقد لا تطابقها؛ فإنّ الفطرة بنفسها لا تصلح كمرتكز للأحكام الأخلاقيّة والسّلوكيّة، وإنّما تنبثق منها أحكام وجوديّة بعيداً عن أحكام ما ينبغي وما لا ينبغي كما هو مقرّر في محلّه، ولهذا يرى المرحوم الطّباطبائي المتوفّى سنة: “1401هـ”: أنّ زواج الأخ من أخته لا يتنافى مع الفطرة؛ لأنّها لا تنفيه ولا تدعو إلى خلافه. [الميزان: ج4، ص145].
#في ضوء هذا التّأسيس: يتّضح لك خطأ تلك الأوهام المذهبيّة المعروفة، والّتي تهرف بما لا تعرف لتقول: إنّ حبّ عليّ بن أبي طالب أو قسم خاصّ من أحفاد نجله الحسين مسألة فطريّة؛ فما علاقة فطرة البشر بمختلف لغاتهم وألوانهم بحبّ أو بغض أشخاص ولدوا وماتوا قبل مئات السّنين، نعم؛ هي أوهام متأثّرة بنصوص صدرت أو نُسبت لهؤلاء الأشخاص أنفسهم في سياق المنافحة لإثبات الذّات، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3387586808030286