هناك فرق جوهريّ عميق بين أن تُقام حفلات غنائيّة خاصّة، ويُصرف عليها ملايين الدّولارات من أموال أصحابها الشّخصيّة، وبين أن تُقام كرنفالات خاصّة للمشي لقبر الحسين [المذهبيّ] وزياراته وطقوسه ومواسمها المعروفة.
فالأولى: لم يذهب ذاهبٌ لا من حضّارها ولا من داعميها ولا من المشاركين فيها إلى أنّهم يحيون دين الله من خلالها، ولا أنّهم يخلّدون ذكرى الأنبياء والمصلحين بتوسّطها، وإنّما يمارسون رغباتهم الشّخصيّة وبأموالهم الخاصّة، وبالتّالي: فمن يتحمّل مسؤوليّتها هم أنفسهم لا غير؛ فإن صرفوها للفقراء فهذا شأنهم، وإن لم يصرفوها فهذا شأنهم أيضاً!!
أمّا الثانية: فهي تُمارس بغطاء ديني ومذهبيّ عميق، وبإرادة تمثّل الله على الأرض حسب الفرض، والقائمون عليها والمشاركون فيها مأجورون في الدّنيا والآخرة وفق تصوّرات منظّريها، وبالتّالي: فالبذخ المالي المهول فيها سيواجه بانتقادات شديدة من قبل العناصر المحايدة بطبيعة الحال؛ لأنّها ستطالبهم بصرفها على الفقراء والمعدمين انسياقاً مع ما ألزموا به أنفسهم؛ لأنّهم يقولون: إنّ الحسين [المذهبيّ] ما خرج إلّا لأجل إحياء المبادئ العظيمة ومن أهمّها مساعدة الفقراء ورفع عوزهم، ومن ثمّ: فدفع الأموال للفقراء مباشرة أكثر تجسيداً لتلك المبادئ العظيمة [المفترضة] من صرفها على التمّن والمرق وتزييف وعي النّاس، فليُتأمّل كثيراً، والله من وراء القصد.