#روى الصّدوق المتوفّى سنة: “381هـ”، بإسناده الصّحيح عنده وعندهم، عن داود بن فرقد قوله: «قلت لأبي عبد الله [الصّادق] “ع”: ما تقول في قتل النّاصب؟ قال: حلال الدّم، لكنّي أتّقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تُغرقه في ماء؛ لكيلا يشهد به عليك، فافعل، قلت: فما نرى في ماله؟ قال: توّه [أهلكه] ما قدرت عليه». [علل الشّرائع: ص601].
#كما روى شيخ الطّائفة الاثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ”، بإسناده الصّحيح عنده وعندهم، عن حفص بن البختري، عن الصّادق “ع” إنّه قال: «خذ مال النّاصب حيث ما وجدته، وادفع إلينا الخمس». [تهذيب الأحكام: ج4، ص122].
#وهنا نسأل هذا السّؤال: ماذا لو أخبرنا العالم الإسلاميّ اليوم بأنّ الصّادق ـ مؤسّس المذهب الجعفري ـ كان يعلّم أصحابه هذه الطّريقة في التّعامل مع أعدائه المفترضين مثلاً، فهل سيحترمونه ويجلّونه، أم سيصفونه بأبشع الأوصاف؟! ماذا لو أنكر باحثٌ الإمامةَ الإلهيّة للصّادق من رأس، وفحص ودرس كلّ أدلّتها المفترضة، ورأى أنّها مجرّد أوهام ساقطة عن الاعتبار، وأخذ ينشر آراءه وقناعاته في هذا الخصوص، فهل سيكون مصداقاً للنّاصبيّ الّذي يطلب الصّادق من أصحابه أن يلقوا عليه الحائط أو يغرقوه ويدفعوا خمس ماله إليه؟!
#اعتقد أنّ علينا تسمية الأمور بمسمّياتها، ووضع أيدينا على الحقائق لنعرف أسباب رجعيّتنا وتقهقرنا، ونعرف أيضاً: أنّ الحقد والكراهيّة والضّغينة والتّكفير للآخر إنّما يتحمّل مسؤوليّتهم الأولى والأخيرة الأئمّة المؤسّسون؛ فهم كانوا يعيشون صراعاً أسريّاً طويلاً عريضاً حول الزّعامة والإمامة في داخل البيوتات العلويّة والهاشميّة، ولا معنى لأن نتعبّد بهذا الصّراع حتّى قيام يوم الدّين، ونضحك على أنفسنا بابتداع وجوه شرعيّة تحتّم علينا مثل هذا التعبّد والتّقليد؛ فتلك أمّة قد خلت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ويجب علينا أن نفكّر بحاضرنا ومستقبلنا بعيداً عن هذه العواطف والأوهام، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3249447281844240