الصّادق “ع” يساوم في شراء الجارية!!

#روى الكليني والصّدوق والطّوسي بأسانيدهم الصّحيحة عندهم عن زيد الشحّام، إنّه قال: «أتيت أبا عبد الله “ع” بجاريةٍ أعرضها، فجعل يساومني وأساومه، ثمّ بعتها إيّاه، فضمّ على يدي، قلت: جعلت فداك إنّما ساومتك لأنظر المساومة تنبغي أو لا تنبغي، وقلت [له] قد حططت عنك عشرة دنانير، فقال: هيهات؛ ألا كان هذا قبل الضّمة [الصّفقة]، أ ما بلغك قول النّبي “ص”: الوضيعة [الخسارة] بعد الضّمة حرام». [الكافي: ج5، ص286؛ من لا يحضره الفقيه: ج3، ص232، رواها عن الباقر “ع”؛ تهذيب الأحكام: ج7، ص70، وبين نقولات المشايخ بعض الفوارق البسيطة في المفردات].
#أقول: كان الصّادق “ع” وآباؤه وأولاده وأحفاده الكرام جزءاً من مجتمع تُعدّ أمثال هذه الممارسات المقرفة بموازين مجتمعات اليوم طبيعيّة جدّاً، ولا يعتبرونها مثلبة أو منقصة أو سبّة أو مهانة على الإطلاق، بل ربّما يعدّونها من أفضل القربات والطّاعات، وهي غنائم منّ الله عليهم بها إكراماً لهم وإجلالاً لجهودهم في نشر إسلام أمّ القرى وبسطه!!
#وإلى هذه الحدود قد تبدو الأمور طبيعيّة ومعقولة، لكن خيبتنا هي: أن تتحوّل مثل هذه النّصوص والممارسات وأصحابها إلى شاخص نهائي عميق، تُستنبط منه الفتاوى والأحكام لعموم البشريّة في جميع البقاع والأصقاع حتّى نهاية الدّنيا، وتعمّق الصّورة النّمطيّة الغارقة في المثاليّة عن أشخاصها إلى درجة لا تقبل الخرق ولا النّقد والسّؤال، ويُسذّج وعي البسطاء والمساكين بتأويل هذه الممارسات بأقذر التأويلات وأشنعها أيضاً، ولأجل هذا ينبغي زيادة سياط النّقد الموضوعيّ الدّقيق والعميق، عسى أن يستفيق الغارقون في نومهم، ويعيدوا للعلم والأخلاق هيبتهما، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر