الصّادق “ع”: النّعال الأسود يضرّ البصر ويُرخي الذّكر!!

#كان لـ جعفر بن محمّد المعروف بـ الصّادق موقف سلبيّ جدّاً من لبس النّعال الأسود، وكان يطلب من أصحابه عدم لبسه، لكنّ العلّة الّتي ذكرها لذلك لافتة جدّاً، وبغية الوقوف عليها وعلى مصدرها يحسن بنا نقل شيءٍ من نصوصها:
#الأوّل: روى الكليني المتوفّى سنة: “329هـ” بإسناده الصّحيح عنده، عن الحسن بن محبوب، عمّن ذكره، عن الصّادق “ع”: «أنّه نظر إلى بعض أصحابه وعليه نعل سوداء، فقال: ما لك وللنعل السّوداء؟! أ ما علمت أنّها تضرّ بالبصر وترخي الذّكر، وهي بأغلى الثّمن من غيرها وما لبسها أحد إلا اختال فيها». [الكافي: ج6، ص465].
#الثّاني: وروى الصّدوق المتوفّى سنة: “381هـ”، بإسناده الصّحيح عنده والمعتبر عند بعضهم، عن حنان بن سدير قوله: «دخلت على أبي عبد الله [الصّادق] “ع” وفي رجلي نعل سوداء، فقال: يا حنان ما لك وللسّوداء؟! أ ما علمت أنّ فيها ثلاث خصال: تضعف البصر؛ وترخي الذّكر؛ وتورث الهم؟! ومع ذلك من لباس الجبّارين، قال، فقلت: فما ألبس من النّعال؟ قال: عليك بالصّفراء؛ فإنّ فيها ثلاث خصال: تجلو البصر؛ وتشدّ الذّكر؛ وتدرأ الهمّ، وهي مع ذلك من لباس النّبيّين». [الخصال: ص99، ط القديمة، ص125، ط الجديدة، تحقيق الغفّاري؛ ثواب الأعمال: ص43، تحقيق الغفّاري؛ الكافي: المصدر السّابق نفسه].
#الثّالث: وروى الكليني نفسه، بإسناده الصّحيح عنده، عن عبيد بن زرارة إنّه قال: «عن عبيد بن زرارة قال: رآني أبو عبد الله [الصّادق] “ع” وعليّ نعل سوداء، فقال: يا عبيد ما لك وللنّعل السّوداء، أ ما علمت أنّ فيها ثلاث خصال: ترخي الذّكر؛ وتضعف البصر؛ وهي أغلى ثمناً من غيرها، وإنّ الرّجل ليلبسها وما يملك إلّا أهله وولده فيبعثه الله جباراً». [الكافي: المصدر السّابق نفسه].
#أقول: ومن المقطوع به: إنّ لبس النّعال الأسود أو الأحمر أو الأصفر أو الأخضر أو الماروني أو غيرها من الألوان ليس له علاقة لا بضعف البصر ولا بترخية الذّكر، ولهذه الأمور أسبابها الطبيّة المعروفة، فما الّذي دعا الصّادق إلى طرح مثل هذه المعلومات الكارثيّة بموازين اليوم؟!
#لا شكّ في أنّ هذه النّصوص تكشف عن مصيبة كبرى لا يُمكن دفعها إلّا بوضع أصحابها في المكان التّاريخيّ المخصّص لهم، لكنّ المؤسف: أنّ الفقهاء بدل أن يتنبّهوا لذلك ولو على مستوى الاحتمال البسيط، إلّا أنّهم لم يكترثوا بذلك وتوزّعوا ما بين مفتٍ بالكراهة والاستحباب على ضوء هذه النّصوص وملتزم التزاماً عمليّاً بها، وبين صامت ساكن لا حلّ له سوى إرجاع علمها إلى أهلها؛ لأنّهم يعرفون: أنّ الانسياق وراء ذلك لا يُبقي حجراً على حجر، لكنّ الجيل الجديد النّابه سيتجاوز ذلك، وسيعرف أنّ كلّ المحاولات التّرقيعيّة ودعوى العودة لما يُسمّى بـ أهل الاختصاص هي مجرّد ذرّ للرّماد في عيونهم ومحاولة لإبقاء الأمور على ما هي عليه؛ لزيادة تسطيح وعيهم وتسذيج عقولهم، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3303298709792430