ينبغي عليك ألّا تُصدم حينما تشاهد متديّناً يشمت ويفرح ويُسعد بمرض أو موت إنسان لا يتّفق معه في دينه أو معتقده أو مذهبه؛ لأنّ طبيعة التّربية الدّينيّة والمذهبيّة هي من تقتضي ذلك، وتعتبر هذه الأمور جزءاً من العقاب والسّخط الإلهي، بينما إذا تعرّض هو ومن على شاكلته لها فستكون امتحاناً وابتلاءً وتمحيصاً للمؤمنين من أمثاله، وسيرة الزّعماء الكبار ونصوصهم مملوءة بأمثال هذا الأفكار والسّلوكيّات.
ولهذا لا ينبغي الاعتراض على هؤلاء البسطاء الشّامتين ولا العتب عليهم أيضاً حينما نرى شماتتهم هنا أو فرحهم لمثل هذه المواقف والحوادث هناك؛ لكونهم ضحايا عمليّات تجهيل دينيّة ومذهبيّة مستحكمة، وإذا ما أراد الإنسان فري بطانتها وإظهار هناتها فعليه الذّهاب إلى العمق وتشخيص أسبابها ومسبّباتها الأصليّة، ومن ثمّ نقدها بجرأة وبصلابة قلب.
لكن من المهم التّذكير بالقول: إنّ من يخشى ويخاف شماتة وكلام النّاس فعليه أن ينسحب من السّاحة ويعزل نفسه؛ لأنّ وقوع مبرّرات الشّماتة فضلاً عن كلام النّاس مسألة طبيعيّة في هذا العالم المتشاكس المتصارع، وتفسير هذه الظّواهر الطّبيعيّة بتفسيرات دينيّة ومذهبيّة معيّنة موقوف على إثبات سلامتها وحقّانيّتها، وهو أوّل الكلام كما يقولون، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.